strong> محمد شعير
لا أحد يستطيع التنبؤ حتى الآن بأسماء المشاركين في فعّاليّات معرض القاهرة للكتاب! المسؤولون أنفسهم لا يعرفون. حتى إنّ ناصر الأنصاري رئيس هيئة الكتاب، ورئيس معرض القاهرة،‏ رفض أن يجيب عن أسئلة الصحافيين المتعلقة بالمدعوين إلى المعرض. وقد أكّد الأنصاري أنّ الدعوات أُرسلت إلى عدد كبير من الأسماء وبعضهم لم يرد. التسريبات القادمة من الهيئة تؤكد أنّ الدعوة وُجهت إلى اثنين من أبرز الأسماء الحائزة جائزة نوبل: الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو والكاتبة البريطانية دوريس ليسينغ وكلاهما لم يستجب للدعوة! وكانت الهئية قد راهنت على حضور ساراماغو وترجمت أربعة كتب له بينها ثلاث روايات هي «الطواف الحجري» (ترجمة طلعت شاهين)، و«البصيرة» (أحمد عبد اللطيف)، و«الآخر مثلي» (بدر الدين عرودكي)، وأخيراً مذكراته «الذكريات الصغيرة» التي ترجمها أحمد عبد اللطيف.
والمفارقة أنّ الضيوف الذين تأكد حضورهم وُجِّهت إليهم الدعوات من مراكز ثقافية أجنبية للمشاركة في ندوات ستقام على هامش المعرض، بينهم الكاتب الألماني الشهير إنجو شولتسا الذي سيقيم له معهد غوته ندوة مع الروائي المصري جمال الغيطاني، ستتركّز على دور الأدب وكيفية تلقيه في مصر وألمانيا. كما سيناقشان تجربتيهما فى إطار برنامج التبادل الثقافي «الديوان الشرقي الغربي». أمّا المعهد الثقافي الفرنسي، فسيستضيف الكاتبين فرنسوا فيرغانز وجيل لوروا. وسيتحدّث هذا الأخير في ندوة مشتركة مع الروائي علاء الأسواني عن «الكتابة الآن». كما يستضيف الفرنسيّون المحلل السياسي اللبناني أنطوان صفير (المعروف بمواقفه السياسية المنسجمة مع الخط «الغربي» المهيمن) محاضراً عن «جيوسياسة المدينة في الشرق الأمني».
أمّا مكتبة «آفاق»، فتستضيف الشاعر العراقي سعدي يوسف بمناسبة صدور ديوانه الجديد «أغنية صياد السمك وقصائد نيويورك» حيث سيوقّع صاحب «الأخضر بن يوسف» نسخ ديوانه الجديد فى حفلة تقام السبت المقبل في أحد غاليريهات الفن التشكيلي وسط القاهرة. ويُتوقع أن تقام له أكثر من أمسية شعرية بعيداً عن أمسيات المعرض، وخاصة أنّ أمسيات المعرض ستقتصر هذا العام على شعراء من مصر والإمارات. ما يعني أيضاً غياب معظم «نجوم» الشعر العربي بدءاً بمحمود درويش وأدونيس.
أزمات المعرض المتكررة دفعت عدداً من الناشرين إلى التفكير في إقامة معرض آخر للكتاب. وسوف تُخصَّص قاعات الـ«تاون هاوس» وسط القاهرة لاستضافته. وقد بدأت بالفعل النقاشات لإقامته في آذار (مارس) المقبل تحت اسم «معرض القاهرة الدولي للناشرين المستقلين». وجرى الاتصال بمجموعة من الناشرين العرب الذين وافقوا على المشاركة، وسيتم استغلال المعرض الدولي لتوجيه دعوات أخرى إلى بعض الناشرين الآخرين. ووفق تصريحات بعض المنظمين، تبقى العقبة الوحيدة لإقامة المعرض المستقل هي البحث عن راعٍ له. وسيضم هذا المعرض فاعليات عدة وندوات وحلقات نقاش ذات توجّه شبابي أساساً، وفق محاور لا تتدخل السلطة في تحديدها.
الا أنّ عقبة «الراعي» تواجه أيضاً معرض القاهرة الدولي للكتاب. إذ إنّ الدكتور ناصر الأنصاري أعلن أنّ هيئة الكتاب فشلت في إقناع رجال الأعمال في تمويل نشاطات المعرض، كما فعل رجل الأعمال نجيب ساويرس مع مهرجان القاهرة السينمائي. كما أنّ البحث عن «رعاة» أثار غضب الناشرين والمثقفين الذين عدّوا ذلك بداية لخصخصة هيئة الكتاب نفسها! ونشب صراع بين «الهيئة» واتحاد الناشرين الذين طالبوا بحقّ إدارة المعرض، لكنّه ما لبث أن خفت بعدما فشلت الهيئة في إشراك أي أطراف وجهات أهليّة ومستقلّة في رعاية المعرض ودعمه مالياً.