الأمر أقرب إلى ظاهرة، إذ يصعب التعامل معه كأنّه مجرّد مصادفة سينمائية: عندما تهاجم أربعة أفلام دفعةً واحدةً، رجال الأمن في مصر، فهذا بالتأكيد يعكس احتقاناً في العلاقة بين الشرطة والشعب. وتالياً، لم يكن «هي فوضى» الذي يعرض حالياً في دور السينما المصرية، مجرّد استثناء. صحيحٌ أن البطل الرئيسي (خالد صالح) هو أمين شرطة فاسد، ينتحر بعد ثورة شعبية تنطلق في الحيّ، خلال المشهد الأخير... لكن خالد يوسف، تلميذ شاهين وشريكه في «هي فوضى»، كرّر التجربة في «حين ميسرة»، وعلى نطاق واسع. وذلك من خلال تسليط الضوء على علاقة رجال الشرطة بالمتطرّفين المقيمين في عشوائيات القاهرة، وكيفية تعامل الأمن مع «البلطجية» وتقديم الحماية لهم، حتى يصبحوا في ما بعد من المتطرّفين. أضف إلى ذلك أنّ الفيلم يتضمن عبارات تدين الشرطة، منها مثلاً قول ضابط كبير لزميله: «الحكومة ملهاش كرامة... ليها هيبة تظهر أدام الناس»، في محاولة لإقناعه بأن «البلطجي»، قد يخدم الحكومة في القضاء على المتطرفين. وتتصاعد الأحداث حتى المشهد الأخير. إذ نرى الشرطي يجثو على ركبتيه، متوّسلاً «البلطجي» حتى يبقيه على قيد الحياة. علماً أن الرقابة عمدت إلى إخفاء الصوت في بعض العبارات التي تقلّل من هيبة رجال الشرطة.أما في فيلم «الجزيرة»، فيطلق أحمد السقا، وهو تاجر مخدرات، صرخةً مدوية، قائلاً: «من النهاردة مفيش حكومة... أنا الحكومة». وذلك في إشارة واضحة إلى تخلّي الشرطة عن دورها في ما يتعلق بمطاردة عصابات الصعيد حيث أقيمت دويلات صغيرة، يحكمها كبار تجار المخدرات. وهؤلاء يتمتعون بحبّ المحيطين بهم، إذ يتقرّبون من الناس، مستغلّين عدم اكتراث الدولة لتأمين أبسط سبل العيش لسكان تلك المناطق.
ومن «الجزيرة» إلى «خارج عن القانون» إذ يسعى رجل شرطة إلى مطاردة ابن تاجر مخدرات (كريم عبد العزيز)، حتى يحقق مصالحه الشخصية ليس إلا. والمفارقة أن أحمد سعيد عبد الغني، يطلّ في شخصية الضابط غير الملتزم بقواعد المهنة في «خارج عن القانون» و«حين ميسرة». فيما يؤدي دور المناضل الخائن في «جوبا»، ليكون الممثل الوحيد الذي يشارك في ثلاثة أفلام هذا الموسم.