تعود فكرة مسلسل «جامع صغير في البرية» إلى زرقا نوّاز (39 عاماً)، مسلمة كندية من أصل باكستاني. ولدت في مدينة ليفربول البريطانية، وتعيش في كندا منذ أكثر من عشر سنوات. وكانت قد انتقلت في السنوات الأخيرة من تورونتو إلى مدينة ريجاينا، عاصمة مقاطعة ساسكاتشوان حيث تدور أحداث المسلسل.نواز هي أيضاً أم لأربعة أطفال، ملتزمة دينياً وترتدي الحجاب منذ سن التاسعة. تشكّلت فكرة هذا المسلسل ورُسمت شخصياته انطلاقاً من تجربتها الخاصة: «القاعدة الفضلى في الكوميديا هي الكتابة عما نعرفه ونُحسن وصفه».
توضح زرقا نواز في مقابلات عدة أن الفكرة اختمرت في رأسها بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر)، والصورة النمطية التي انتشرت عن المسلمين في العالم. وعلى رغم ثقتها بأن المسلسل لن يردم الهوة الثقافية بين المسلمين وغير المسلمين، تأمل «أن يرسم ضحكة على شفاه الجميع وأن يسهم في تعريف أصحاب الأحكام المسبّقة بالمسلمين وطبيعة حياتهم»، مؤكدة أن «عملها كوميدي وليس عبارة عن سخرية سياسية». ورداً على سؤال عن تخوفها من الانتقادات، أجابت أن أحداً لا يمكنه القول «إني انتقدت طرفاً من دون آخر... لقد عرضت مواقف جميع الأطراف، وأعتقد أن أحداً منهم لن يكون سعيداً، باستثناء المشاهدين».
يذكر أن نواز عملت صحافية لبعض الوقت ثم اهتمت بالعمل الوثائقي. وقد لاقى فيلمها «أنا والجامع» (عام 2005) ترحيباً كبيراً في كندا وأميركا، وتطرقت فيه إلى ظاهرة الفصل بين الجنسين في دور العبادة. نوّاز التي أزعجها الفصل بين الجنسين في جامع «ريجاينا»، كما أزعج كثيرات من بنات جيلها فامتنعن عن الصلاة في الجوامع، حاولت في هذا الوثائقي العودة إلى تاريخ نشوء «ظاهرة» الفصل بين الجنسين، لأنها لم تكن موجودة في الإسلام.