فاطمة داوود
ألبومها الجديد يصدر قريباً. وهيفا وهبي في مكان ما بين القاهرة وبيروت، تضع اللمسات الأخيرة على سبع أغنيات للأطفال. هذا ليس كل شيء. لقد انفصلت حبيّاً عن رندا الشهّال، وتفرّغت أخيراً للسينما المصرية

في الأشهر الأخيرة، كانت هيفا وهبي حاضرة حتى في المشهد السياسي اللبناني. فبينما كانت تحيي حفلات في تونس والقاهرة وبيروت، شُغلت المطبوعات الفنية بالحديث عن آرائها السياسية وموقفها الداعم للمقاومة اللبنانية. لكن وهبي، في لقائها مع «الأخبار»، تؤكد أنها لا تحب السياسة، ولا تعرف عنها الكثير. تقول: «لا أريد تبني موقف محدد. أحترم جمهوري بغض النظر عن انتماءاته السياسية أو الطائفية، وخصوصاً أنه معجب بفني. حضر رئيس الهيئة التنفيذيّة للقوات اللبنانية سمير جعجع الحفلة التي أحييتُها في كازينو لبنان ليلة رأس السنة، وقد حيّيته على طريقتي. كما عبرت خلال مشاركتي في برنامج «أكيد أكيد مايسترو» عن تقديري للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ودوره القيادي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وقدرته على الدفاع عن أرض لبنان. وهذا ليس موقفاً سياسياً بل وطني. لذا، أطلب من الناس أن يحاكموني على أي تقصير فنّي، لا على مواقفي السياسية».
بعيداً من السياسة، تعمل هيفا هذه الأيام على وضع اللمسات الأخيرة على ألبوم الأطفال «بايبي هيفا»، بعدما طرحت أخيراً أغنية «نوتي». لكن لماذا تصّر على الغناء للأطفال، في وقت شنّ فيه النقاد هجوماً ضدّها بسبب الإيحاء الذي تضمّنته أغنية «بوس الواوا»؟ تجيب: «حققت «الواوا» نجاحاً كبيراً، واحتلت المراكز الأولى في عدد من المكتبات الموسيقية والمحطات الإذاعية. وهذا ما دفعني إلى تقديم ألبوم كامل، يتضمّن سبع أغنيات، تعاونت فيها مع عدد من الشعراء والملحنين. وهم جميعاً يعون خطورة التوجه إلى جمهور الأطفال». لكنها، في المقابل تعترف بأن «الواوا» لم تلق ترحيب النقّاد، «هم أساؤوا فهم الكلمة، وحوّروا معناها الحقيقي. وهذا كان متوقعاً. أنا صدمت للوهلة الأولى عندما سمعت الملحّن وسام الأمير يدندن بعض مقاطعها، لكنه سرعان ما أقنعني بأنها ستكتسح سوق الكاسيت، وهذا ما حصل».
وهل سمعت ألبوم نانسي عجرم الذي تعدّه أيضاً للأطفال؟ تجيب بدبلوماسية: «هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن نيّة نانسي تحضير ألبوم للأطفال... أنا سأطلق الألبوم يوم عيد الأم في 21 آذار (مارس) المقبل، وخصوصاً أنه يتضمن أغنية «ماما يا عيون ماما».
لكن هيفا لن تكتفي بألبوم الأطفال فقط. إذ إنّها أنهت تسجيل جميع أغنيات ألبومها الجديد. وهي تؤكد أنه لن يجاري الموجة الرائجة في الأغنيات الشبابية، بل «حرصتُ على اختيار أغان تقدم إلى الجمهور شيئاً مختلفاً، وأتوقع أنها ستفاجئ الجميع». وقريباً، تصدر هيفا فيديو كليب «مش قادرة استنّى» مع المخرج يحيى سعادة (وهو العنوان المبدئي للألبوم)، قبل أن تطلق كليب «ما تقلش للناس» مع المخرجة ليلى كنعان. وتتعامل وهبي في جديدها مع محمد محيي، وبهاء الدين محمد، وهيثم زياد وجان صليبا وهشام بولس وجان ماري رياشي وغيرهم. وتؤكد أنها «تحبّ عيشة الحرية»، لذا آثرت إنتاج أعمالها بعيداً من سطوة شركات الإنتاج العربية أو الغربية. وقد نصحت الفنانين ألّا يبدوا حماسة تجاه العروض الأجنبية حتى لا يقعوا فريسة الاستغلال، وخصوصاً أن «ليس كل ما يلمع ذهباً».
وماذا عن السينما؟ تكشف المغنية اللبنانية أن فيلمها الأول Too Bad For Them مع المخرجة رندا الشهّال لن يبصر النور. وتوضح: «تمّ الانفصال وديّاً بعدما واجه الفيلم صعوبات إنتاجية جمّة. لكنني سألتقي جمهور الشاشة الفضية قريباً. إذ وقّعت عقداً مع المنتج المصري محمد السبكي. وسأدخل السينما من خلال فيلم يروي قصة فتاة عادية في مجتمعنا العربي». وأشارت إلى أنها ستكون البطلة الوحيدة في الفيلم، على أن تسند الأدوار الثانوية لمجموعة من الممثلين المصريين، نافية أن يشاركها عمر الشريف البطولة».
عشية عيد الحب، تعترف وهبي بأنها تعيش اليوم قصة حب جارفة، وتقول: “الحبّ أعمى، وهو أحلى ما في الحياة، وخصوصاً إذا كان صادقاً وبعيداً من الإكسسوارات المحيطة بعالم النجومية”. وهنا، تنفي جملة وتفصيلاً خبر زواجها برجل أعمال مصري، فهي إن قررت الارتباط، «سيكون ذلك علنياً، لأن الحب ليس عيباً والزواج والأمومة حلم لكل فتاة». هيفا التي تطلّ قريباً في برنامج «قلبي دليلي» على LBC، والتي تنتظر البت بثماني دعاوى قضائية رفعتها ضدّ أشخاص هاجموها في الإعلام، ترى أن نجوميتها ساعدتها على المشاركة في عدد من النشاطات الإنسانية من حملة مكافحة الإيدز إلى مكافحة سرطان الثدي. وهذه النشاطات إضافة إلى إيمانها بوطنها لبنان من خلال إحياء الحفلات الغنائية في أحلك الظروف السياسية، سيمثّلان محور المقابلة التي أجرتها معها في فرنسا مجلة «باري ماتش». وتصدر المقابلة في عدد المجلة المقبل، وفيها، تبدي استياءها من وسائل الإعلام الغربية التي تغطّي أحداث الدمار والعنف في لبنان، وتغضّ الطرف عن تمسّك شعبه بالأمل وحبّه للحياة. في النهاية، تنتظر هيفا التوقيت المناسب لطرح كتابها الأول «الليدي هيفا». وهي تشير إلى أنه لن يتضمّن فصولاً من حياتها الصاخبة، بل سيسرد بعضاً من يوميات عارضة الأزياء الجميلة التي تحولت إلى نجمة غناء، علماً بأن «شركة عالمية ستهتمّ بتمويل المشروع، وسيعود ريعه إلى أهداف إنسانية».