حسب تقرير سابق أعدّته «سلطة البث الثانية» عام 2004، لم تتجاوز نسبة الشخصيات العربية التي ظهرت على التلفزيون العبري الـ 3 في المئة، على رغم أن نسبة الفلسطينيين في الداخل تقارب الـ 20 في المئة. كما أظهر التقرير الذي لخّصته المحامية عبير بكر (من مركز «عدالة» لحقوق الأقلية الفلسطينية) أن نسبة الحضور العربي في نشرات الأخبار لا تتجاوز الـ 3 في المئة، وهم واحد في المئة فقط من مجموع الضيوف الذين يطلّون في البرامج الحوارية. وتبين أيضاً أن نسبة الموضوعات التي تعنى بشؤون العرب لا تتخطى 2 في المئة. وتشرح بكر أن التقرير لم يشر أبداً إلى أي أفلام وثائقية أو دراميّة أو تحقيقات أو أفلام تلفزيونية أو برامج عربية تعنى بالقضايا الراهنة، يدعمها أو ينتجها أصحاب الامتياز المُشغِّلون للقناتين التجاريّتين المركزيّتين.
لا حاجة أحيانًا للعودة إلى المعطيات، يكفي أن يتابع العربي النشرات الإخبارية باللغة العبرية: هم لا يذكرون العرب إلا عندما يتحدثون عن المصائب. وبالمعنى الأدق، لا يبثّون تغطيات عن مصائب الفلسطينيين، إنما يحاولون تصويرهم على أنّهم... المصيبة!
وإذا كانت القرى الفلسطينية تعاني الويلات، من مشاكل في البنى التحتية إلى تفشي الجريمة والبطالة، فإن الإعلام العبري ـــــ وهذا بديهي ـــــ لا يُعير ذلك أي أهمية، بل ينتظر قضية ساخنة، أي مصيبة (فضيحة) في هذه القرى، حتى يخصص لها جزءاً كبيراً من هوائه.
لا حاجة للكثير من التفكير والتحليل، ما يجري اليوم هو إقصاء متعمّد للفلسطييين عن الشاشات الإسرائيلية. أما إعادتهم إلى الأضواء فتقتصر فقط على ما يخدم المشروع الإسرائيلي. التلفزيون في الكثير من الحالات هو تلفزيون الواقع، ولكل واقع شاشته... من هنا، بات على «العرب في إسرائيل»، امتلاك محطة تلفزيونية. والطريق صعبة، ولكن هل من مستثمر؟