يكتسب اعتذار محمود درويش عن رئاسة اللجنة التحضيرية لفعالية «القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009» دلالةً خاصةً. في السنوات الماضية، قبل الشاعر الفلسطيني رئاسة فعاليات ثقافية رسمية أقل أهمية من «القدس 2009» مثل رئاسته للجنة جوائز القدس (المتوقفة حالياً)، لكن يبدو أنّ الشاعر الكبير أدرك حجم الورطة ولم يشأ أن يلطخ اسمه، وخصوصاً أنّ الثغرات التي تحتويها اللجنة يصعب ترقيعها! ولعل «ثغرات» كلمة دبلوماسية لوصف أخطاء وخطايا تأليف هذه اللجنة، و«الرؤيا» الثقافية والسياسية التي تقف خلفها. ما يبدو أخطاء إدارية وفنية، وقلة ذوق ثقافي، يمكن أن تُقرأ في إطار توجهات سياسية وانعكاس ثقافي لبؤس الأداء السياسي للسلطة في رام الله. يضاف إلى ذلك إحساس عام بأنّ توجهات «البزنس» كامنة في اللجنة بحسب الشاعر والروائي محمد الأسعد: «لا أعتقد أن وزراء الثقافة العرب حين فكروا بالقدس عاصمة الثقافة العربية لعـــــام 2009، كان في ذهنـــــــهـــــم تحويل سنة كاملـــــــة إلى سنة «بزنس» ينتفع منها عشاق السهر في ملاهي تل أبيب». ويضيف الأســـــــعد أنّه من واجب وزراء الثقافة العـــــــرب «أن يراقبوا ما يحدث حتى لا يمرّغ السفهاء اسم القدس والثقافة العربية في وحول صفقاتهم». ودعا الأسعد إلى تأجيل فكرة القدس عاصمة للثقافة العربيـــــة إلى وقت آخر «يكون فيه الفلسطينيون قد تخلــــــصــــــوا من طفيليات الاحتلال والاحتلال معاً».