فاطمة داوود
لعلّ أول ما يتبادر إلى ذهن المشاهد، وهو يتابع حديثاً للصبوحة في إحدى إطلالاتها التلفزيونية الكثيرة: أما زال هناك من الأسرار التي تحتفظ بها المطربة اللبنانية؟ هي في كل مرة، تخبرك الكثير عن عذابات الطفولة، وصعوبات الانطلاقة الفنية، وتجاربها مع أزواجها وحرقتها تجاه ابنتها هويدا... وفي كل مرة، تكتشف أنها ما زالت قادرة على سرد القصص بالطريقة نفسها، والمتعة نفسها.
أمّا مساء أول من أمس، فقد اختارت الشحرورة أن تفاجئنا في برنامج «الفرصة» الذي يعرض على قناة «الجديد». بدت متألمة، حزينة، وغاضبة، إثر تناول مجلة «روتانا» في عددها الأخير، مقالاً يشير إلى أن صباح التي تعاني ضيق الحال في السنوات الأخيرة، لم تعد قادرة على دفع نفقات الفندق حيث تعيش، ولا تملك فلساً يقيها شرّ الزمان.
لم تودّ صباح السكوت هذه المرة. استغلّت فرصة ظهورها في «الفرصة»، لتطالب الوليد بن طلال بعدم التغاضي عمّا بدر من فريق التحرير في مجلّته. كما انتقدت الفن الذي تقدمه هذه الشركة الغنائية، بعدما حوّلت «فتيات لبنان إلى فتيات كباريه».
صديق الصبوحة الدائم جوزيف غريب الذي رافقها في الرحلة الأخيرة إلى عمّان حيث يصور البرنامج، بدا غاضباً بدوره. أكد لنا أنه نصحها برفع دعوى قضائية ضدّ المجلة بعدما تعذّر تصحيح الخطأ، وعلى رغم الطلبات المتكررّة التي وجهها إلى أحد المسؤولين في الشركة. لكن صباح ـــــ حسب غريب ـــــ ارتأت ألاّ تفتح باب المحاكم في هذا العمر. وتساءل: «لماذا لا تبادر «روتانا» إلى دعوة الشحرورة إلى برنامج «قناة 5 نجوم» مثلاً لتدفع لها مبلغاً طائلاً، كما تفعل مع فنانين آخرين، تخطت مكافآتهم حدود المئة والمئتي ألف دولار؟!»
وبعيداً من المشاكل، تنشغل صباح هذه الأيام بالتحضير لوثائقي يمتدّ على حلقات، بمبادرة من أحد المنتجين المصريين. هكذا ستتناول هذه الأفلام سيرة غنية بالنجاحات والإخفاقات والتحديات، من عذابات الطفولة إلى معاناتها مع والدها المتسلط. ثم البدايات الفنية في بيروت، وانتقالها إلى مصر حيث لقيت دعماً مطلقاً من المنتجة اللبنانية الشهيرة ماري كويني، والصراع المتأجج بين المنتجين آنذاك، حتى قيل إن صباح جاءت لتقضي فنياً على مواطنتها نور الهدى. كما تتوقف الشُرُط عند أزواجها السبعة، صداقاتها مع الملوك والرؤساء، وأخيراً علاقتها بولديها صباح وهويدا. وها هي صباح تستعد للسفر الى مصر كي تحدّد التفاصيل المحيطة بهذه الوثائقيات. لكن ما الجديد في هذه الأفلام، وخصوصاً أن قناة «المستقبل» قدّمت قبل سنوات حلقات عدة عن سيرتها في سلسلة «حياتي»؟ يقول غريب إن الشُرُط الجديدة ستكشف قصصاً وحكايا لم تنشر بعد، «فهي (أي صباح)، لم تصرّح سوى بـ20 في المئة من مجريات حياتها الشخصية». وفي الوثائقي، لن تغيب الشحرورة. بل ستجلس مع أحد المذيعين المصريين (لم يحدد اسمه بعد) لتروي سيرتها الذاتية. على أن يتضمن اللقاء بعض المقاطع التمثيلية لمحطات من حياتها، ويكشف الكثير عن كواليس وأسرار 85 فيلماً سينمائياً أدّت فيها دور البطولة. ومن المحتمل أن يُعرض قبل حلول شهر رمضان المقبل، عبر فضائيات عربية عدّة. يذكر أخيراً أن صباح تنتظر افتتاح فعّاليات مهرجان السينما في سوريا في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إذ سيتصدر تكريم الشحرورة على مسيرتها الفنية من الدولة السورية ولجنة المهرجان قائمة الفعاليات، بعدما حدّد تاريخه يوم الافتتاحية الرسمية.