خالد صاغية
من حاول متابعة الصحف صباح أمس، واجهته مسألة لم يستطع فكّ أحاجيها. السؤال الذي قد يطرحه القارئ على نفسه بسيط: من فاز في الانتخابات الطالبية في الجامعة اليسوعية؟ لكنّ هذا السؤال، على بساطته، لن يجد جواباً واحداً لدى قراءة الصحف اليومية، والفوارق بين التغطيات الإخبارية ليست طفيفة، إذ تراوح النتيجة بين فوز للتيار الوطني الحر وفوز لقوى 14 آذار، مروراً بكلّ الاحتمالات بين هذين الفوزين.
سقطت الصحافة إذاً في فخّ الاستقطابات السياسيّة. ولم يعد ذلك ينطبق على الخبر السياسي وحده، بل تعدّاه ليطال المسائل التربوية والاقتصادية والثقافية. لكنّ هذا ليس إلا وجهاً واحداً من أوجه السقوط الذي طال الصحافة اللبنانية. فالأمر الآخر الذي لا يقلّ أهمية هو الحملات التي تشنّها قوى سياسية داخلية وخارجية على صحف بعينها، فتستفرد بها، وكأنّ الأمر لا يعني الصحف الأخرى.
هكذا يستطيع سفير دولة كبرى أن يشوّه سمعة صحيفة لبنانية، وينعت أخبار صفحتها الأولى بالنكات، وأن تتصرّف باقي الصحف وكأنّ الأمر لا يعنيها. وهكذا يستطيع وزراء في حكومة مشكوك في شرعيّتها أصلاً أن يؤلّفوا جوقة ثلاثيّة لتحذير إحدى الصحف، ورفع دعاوى ضدّها، واتّهامها بالكذب على شاشات التلفزيون. ولعلّ أخطر ما في الأمر أنّ مسؤولين في السلطة باتوا يستخدمون منابر إعلاميّة لتشويه سمعة منابر إعلاميّة أخرى، وبتواطؤ من بعض الإعلاميّين.
حين يصيب الجنون بلداً ما، لا يستثني فيه شيئاً.