في منزله الريفي في قرية ترويزي ـــــ لوكوفو، الهادئة على ضفة نهر موسكوفا، تحدّث الأديب الروسي «المنشق» ألكسندر سولجنتسين (88 عاماً)، بإسهاب إلى صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية، متناولاً العديد من القضايا، ولا سيما السياسية منها، منتقداً الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف الذي قال إنّ «سياسته لم تكن تتمتع بالمسؤولية تجاه بلده... لكنّ نهجه كان تفريطاً غير حكيم بالسلطة».لم يتوقف صاحب «أرخبيل الغولاغ» في نقده عند زمن الاتحاد السوفياتي، بل طال مرحلة ما بعد «السقوط»، حين قال إنّ صاحب «البريسترويكا» كان يشعر من خلال حماسته للغرب بأن وضعه متين، «مع أنّه على الأرجح لم يكن كذلك». وينتقد الأديب بشدّة هذا السياسي الذي سلَّم أوراقه إلى الغرب «متجاهلاً الوضع الداخلي الروسي».
أما الرئيس الراحل بوريس يلتسين، فيعدّه سولجنتسين «فاسداً سعى إلى ملكية القطاع الخاص لقطاعات الدولة (الخصخصة)، ومنح ثروة روسيا (من نفط ومعادن وفحم) من دون أي قيود إلى السارقين».
لكن تعاطيه في هذه المقابلة مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين كان إيجابياً: «لقد تسلّم البلد منهوباً يسوده الفقر. لقد حاول بوتين أن يفعل شيئاً لكن ببطء، خطوات تدريجية لإعادة البناء. هذه الجهود لا ينبغي أن نلحظ نتائجها قريباً، ولا نتوقع أن نلمس التقدير من الخطوة الأولى». وبذلك، يستشف سولجنتسين عودة روسيا إلى جبروتها مع بوتين!