ياسين عدنان
في أول ترجمة له إلى اللغة العربية، صدر ضمن «سلسلة أبحاث فلسفية» التي يشرف عليها مركز الأبحاث الفلسفية في المغرب كتاب «الجنس والوعي الأخلاقي في نقد التحليل النفسي الفرويدي» للفيلسوف الفرنسي ميشال هار، عرّبه وقدم له حسن أوزال.
يمثّل الكتاب مراجعة نقدية للمنظور الفرويدي وأسس التحليل النفسي، كما تبلور مع رائده سيغموند فرويد، مع استدعاء جهازه المفاهيمي ومقدماته الضمنية بما يفيد في تكوين رؤية مختلفة إلى الإنسان.
ويبرر الباحث حسن أوزال اختياره هذا العمل بكون فرويد أول مَن نجح في خلخلة الفكر الأسطوري الخرافي، ليكشف لنا قوة الدوافع اللاشعورية والنفسية والثقافية والاجتماعية، وينبّهنا بالتالي إلى أهمية ما كان يُعدّ تافهاً في الحياة اليومية كالحلم والهفوات وزلات اللسان.
ينطلق كتاب ميشال هار من سؤال: هل نحن اليوم في حاجة الى مدخل للتحليل النفسي؟ ثم يفكّك أسس التمييز بين السويّ والمريض، الخيِّر والشرير، الحالم واليقظ...
بعد ذلك، يخلص إلى أنّ «الميكانيزم» (أو الآلية) الذي يسمح بالمرور الى المجال الأخلاقي، يقوم على نوع من العُصاب الناتج من التطابق والتماهي بين الأنا المُتكوّن في الحياة الأولى للطفل، و«أنا» والديه المُستبطَن عبر قواعد التربية...
ويشير الباحث عزيز بومسهولي في التقديم الذي خصَّ به ترجمة حسن أوزال، الى أنّ أهمية هذا العمل تكمن في كونه يقدم قراءة جديدة للتحليل النفسي تسمح لنا بالاقتراب من فهم الإنسان الذي يعيش التضارب بين انتمائه الى الطبيعة والمجتمع، منشطراً بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقع... ويُمكِّننا هذا التجاذب الوجداني، بين تحقق المتعة واستحالتها، إلى فهم ما يسود عالمَ اليوم من إرادة للتدمير واستعمال للقوة ونزوع نحو استعجال
النهاية.
ويتضمّن الكتاب سبعة فصول هي: الأطروحات الرئيسية في مؤلف مدخل للتحليل النفسي، لمحة تحليلية للكتاب، شذوذ الحياة اليومية، الأحلام وتفسيرها، الحياة الجنسية، معنى العصاب، العلاج التحليلي النفسي، إضافة إلى خاتمة تقدم أوجه الفكر الفرويدي.