محمد عبد الرحمن
اقترح مهرجاناً للأناشيد الدينية في المدينة المنورة، فانصبّت عليه نار جهنّم. هذا المساء موعد إطلاق ألبومه «طعم البيوت»، لكن مزاج المغنـي الأسمـر لا ينسجـم مع أجواء الاحتفال. بعد أنغام وذكرى، محمد منير ضحيّة جديدة لفقهاء الظلام؟

لم تمضِ أسابيع قليلة على إطلاق شائعة تصوير الفنانة أنغام كليبها الأخير داخل مسجد أثري، حتى بدأ الهجوم على المطرب الأسمر محمد منير، إثر تصريحات صحافية نُسبت إليه، ودعا فيها إلى إقامة مهرجان غنائي ديني بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة. وبدلاً من أن يحتفل منير بألبومه الجديد «طعم البيوت» الذي يصدر اليوم، وبنجاح الحفلة التي أقامها مساء الجمعة الماضي في دار الأوبرا المصرية، واستقطبت 25 ألف شخص... يجد المطرب الأسمر نفسه فجأة في مواجهة حملة عنيفة يقودها بعض الصحافيين ورجال الدين.
بدأت القصة بعدما نشرت صحيفة «الجمهورية» المصرية ـــــ وهي الصحيفة نفسها التي شنت الحملة على أنغام ـــــ خبراً مفاده أنّ منير طالب بإقامة حفلة للمولد النبوي بجوار المسجد النبوي في المدينة المنورة. واعتبر كاتب الخبر أن منير تجاوز الخطوط الحمر، لأن السعودية لا تحتفل أساساً بعيد المولد النبوي من جهة، ولأن من غير اللائق أن يدعو أي مطرب إلى إقامة حفلة غنائية بالقرب من مسجد الرسول. وعلى رغم أن الصحيفة واجهت هجوماً عنيفاً من بعض الفنانين والصحافيين إثر أزمة أنغام، لأنها لم تسارع إلى نشر خبر النفي والتوضيح الصادر عن مسؤولي الآثار، الذي برأ أنغام والمخرج أحمد المهدي من الاتهام الخطير. إلا أن موقف «الجمهورية» قد يكون أقوى هذه المرة، وخصوصاً أن نادي معجبي منير كشف على الموقع الإلكتروني الخاص بـ«الملك» أنه صرّح فعلاً بكلام شبيه إلى صحيفة «الوفد» في عددها الصادر في 12 تموز (يوليو) الجاري، مع اختلاف في التفاصيل، إذ دعا منير في الحوار المذكور إلى إقامة مهرجان للأغنية الدينية في المدينة المنورة، على أن يشارك فيه أشهر المنشدين في العالم. والهدف كما قال صاحب أغنية «مدد يا رسول الله» أن تتجه أنظار العالم إلى هذه التظاهرة، في محاولة للتأكيد أنّ «الإسلام الذي يتّسم بالسماحة ليس ديناً جامداً، وإنما هو حضارة متكاملة لكل العصور... والهدف من هذا اللقاء هو تعريف العالم الخارجي بسماحة الدين الإسلامي». إلا أن منير توقع الهجوم منذ البداية، وكان ردّه جاهزاً في الحوار: «هل ما أطلبه جريمة تستحق الهجوم عليها أم تحتاج الى فكر مستنير، يتقبل أفكاراً شبيهة...».
وفيما لا يزال منير يلتزم الصمت بعد بدء الحملة عليه، قال شريف نور، قائد فرقة النجم الأسمر، لـ«الأخبار»، إن منير الذي يرفض التعليق حتى الآن على القضية، أطلق اقتراحه بناءً على وجهة نظر شرحها، وهو يؤمن بها.
لكن محمد منير ليس الوحيد الذي يعيش هذه الأيام في دائرة الاتهام! هناك من تذكّر الراحلة ذكرى، وحاول من جديد تشويه صورتها بعد أربع سنوات من رحيلها، إذ انتشرت عبر المنتديات الإلكترونية أغنية «مين يجرؤ يقول» التي عارضت فيها ذكرى قرار السعودية بمنع حجاج ليبيا من دخول أراضيها أثناء أزمة سياسية بين البلدين قبل أكثر من عشر سنوات. واستغل أصحاب الحملة هذه الأغنية للتأكيد أنّ ذكرى خرجت عن دينها، واعتنقت ديانة أخرى، ما دفع بنادي معجبيها إلى إصدار بيان أكدوا فيه أنها محاولة جديدة لتكفير الفنانة بعد موتها، بعدما أهدر دمها قبل سنوات إثر تشبيهها ـــــ في معرض الحديث عن انتقالها من تونس إلى القاهرة ـــــ معاناتها بمعاناة الرسول. وكان الوسط الغنائي عاش في السنوات الماضية على وقع شائعات أخرى طالت نجوى كرم، نانسي عجرم، عبد الله الرويشد وغيرهم، واتهمتهم بالإساءة إلى الإسلام، وقد وصل الأمر أحياناً إلى إهدار دم بعضهم.
بعيداً من كل هذه المعركة، يذكر أن «طعم البيوت» يضمّ 9 أغنيات جديدة، وأغنية «تحت الياسمينة» التي تنتمي إلى الفولكلور الشعبي الجزائري. وتعاون منير في الألبوم مع الشعراء كوثر مصطفى وعبد الرحمن الأبنودي وبهاء الدين محمد ومجدي نجيب وسيد حجاب والملحنين حسن أبو السعود ومحمد ضياء الدين وعمار الشريعي ووجيه عزيز. وفيما ينتظر معجبوه صدور الألبوم الجديد، يطالبه بعضهم بالخروج عن صمته، وتوضيح موقفه في أسرع وقت ممكن.