المهرجانات الخاصّة بأفلام الجيب أو «أفلام الموبايل» ظاهرة جديدة، حتى في أوروبا... ولعلّ القاهرة أول عاصمة عربية تخصّص مهرجاناً كاملاً لأفلام الجيب، باعتبارها كياناً خاصاً، مستقلاً عن السينما التقليدية. «مهرجان القاهرة الأول لأفلام الموبايل» الذي أُقيمت دورته الأولى في شهر آذار الماضي، جاء يبشّر بحقبة جديدة في تاريخ السينما، تفتح أفق التعبير والإنتاج لـ«مبدعين» من نوع آخر...شارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الذي نظّمته مؤسسة «حالة»، برعاية شركة «غود نيوز»، قرابة مئة فيلم مصوَّر بالهواتف الخلوية.وضمّت لجنة تحكيمه المخرجيْن تامر السعيد وإبراهيم البطوط، فيما ترأسها المخرج محمد عبد الفتاح.
وتميّزت الأفلام التي عُرضت في المهرجان، بتنوّعها الشديد: بين الوثائقي والروائي، وبين الخيالي والرعب والأكشن... وتميّزت مواضيعها بجرأة شديدة، إلى درجة اضطر المنظمون إلى منع بعضها، وخصوصاً تلك التي أظهرت التعذيب الذي يُمارس في أقسام الشرطة، أو تلك التي تحوي عبارات جنسية صريحة من دون مبرر فني، أو المقالب الكوميدية التي صُوِّرت من دون علم أصحابها ما يعدّ انتهاكاً لخصوصيتهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ مهرجان «أفلام من الإمارات» استحدث السنة الفائتة قسماً خاصّاً بـ«أفلام الجيب». وعُرضت في بيروت في الخريف الماضي، أفلام خلويّة صُوّرت خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.
وقد تكون تلك المبادرات مؤشراً إلى تحوّل حقيقي في مسار الفنون المرئية والمسموعة في العالم العربي، وسط المشاكل التي تعانيها السينما التقليديّة، على مستويات عدة أهمّها الإنتاج والتوزيع والرقابة.