فاطمة داوود
لن تطلق ديانا حداد أيّ ألبوم غنائي بعد اليوم. كلا، لم تعتزل، لكنها يئست من «سلطة المنتجين» و «فقر سوق الكاسيت». في عصر الفيديو الكليب، الأغنيات المنفردة باتت الضمانة الوحيدة لاستمرارية المغنّين...

قررت ديانا حداد، أخيراً، أن تتحدى شركات الإنتاج، فالمغنية اللبنانية لم تعد تؤمن بأهمية إصدار أسطوانة كل سنة، “إذ نبذل مجهوداً كبيراً في اختيار الأغنيات، ونتكبّد مصاريف عدة لإصدارها ضمن ألبوم واحد. وفي النهاية تنجح أغنية أو اثنتان صوّرتا على طريقة الفيديو كليب. لذا، تشرع قريباً في البحث عن أغنيات منفردة (single)، تطلقها الواحدة تلو الأخرى.
لكن سريان القرار الجديد لن يبدأ إلا بعدما تعطي ألبومها الأخير حقّه. لذا ستزور بيروت بعد أسبوعين برفقة زوجها سهيل العدول لتصوير أغنية “عوايد قديمة” تحت إدارة المخرج سعيد الماروق. وتؤكد ديانا أن زوجها سيرافقها في زيارتها المقبلة إلى لبنان من أجل دحض كل الشائعات التي تناقلتها وسائل الإعلام أخيراً، وأشارت فيها إلى خبر انفصالهما. وتقول: “منذ بداية مشواري الفني، والشائعات تطاردني من كل حدب وصوب. إذ نادراً ما كانت تمر 3 أشهر من دون أن تنشر إحدى الصحف خبراً عن طلاقي. والغريب أن أصحاب هذه الشائعات لم ييأسوا بعد، على رغم أن كل ما كتب لم يكن صحيحاً”. لكن إحدى المطبوعات أكدت الخبر قبل أيام؟ تجيب بصوت عال: “طلّقوني مرات عدة على رغم أن علاقتي الزوجية بأحسن حال. لا أعرف لماذا يلفّقون مثل هذه الأقاويل التي تسيء إلى عائلتي وابنتي في المقام الأول”. وتعزو حداد كثرة الشائعات إلى “ابتعادي عن الإعلام والمناسبات الاجتماعية... أختار إطلالاتي التلفزيونية والصحافية بعناية، والناس في دبي (حيث تقيم) يعرفون أنني بعيدة عن أجواء السهر، وجلّ وقتي أقضيه في متابعة مشاريعي الفنية وشؤون عائلتي”...
بعيداً من حياتها الخاصة، تبدو حداد سعيدة اليوم بالتكريم الذي أقامته أخيراً دار “الجمهورية” (تصدر عنها مجلة “حريتي”). وقد أهدتها درع الأسد الذهبي كأفضل مطربة عربية لعام 2006، كما فاجأتها خلال الحفلة بجائزة أخرى لأفضل فيديو كليب عن أغنية “ماس ولولي”. وتقول: “فرحت كثيراً بالجائزة. ليس بسبب محبة الجمهور فحسب، وإنما لأن النمط الموسيقي في أغنية “ماس ولولي” التي قدمتها مع الشاب خالد، كان بعيداً عن الموسيقى الدارجة عندنا. لا أخفي عليك أنني اعتبرت العمل بموسيقاه ولهجته مجازفة، لكن الجمهور أثبت مرة ثانية أنه يحبّ التجديد”.
ومن المغرب إلى لبنان. بعدما صوّرت “ماس ولولي” و“عادي” في دبي مع المخرجة ليلى كنعان، و“زيّ السكر” في مصر مع المخرج ياسر سامي، تتعاون ديانا هذه المرة مع المخرج سعيد الماروق. والأغنية هي لبنانية بلدية بعنوان “عوايد قديمة”، على أن يتم التصوير في إحدى المناطق الجبلية. ولكن لماذا تصوّر حداد كل هذ الكمّ من أغنيات ألبوم واحد؟ تجيب بسرعة: “نعيش اليوم عصر الصورة. لذا سأقلب سياستي رأساً على عقب، وعوض أن أطلق ألبوماً وتصوير فيديو كليبات متتالية سأطلق فيديو كليب لأغنية منفردة كي تأخذ حقّها. وبعد مرور الوقت الكافي، سأجمع الأعمال المنفردة في أسطوانة واحدة”...
حتى ينتهي تصوير “عوايد قديمة”، تتابع ديانا حداد عرض أغنية “عادي” على القنوات الفضائية. هنا أيضاً، جازفت حداد مع المخرجة ليلى عنان. وتقول: “صوّرنا الكليب في مكان واحد. وانطلقنا من الحمام لنسلّط الضوء على قصة زوجين، بدأت بالحب ووقعت في الروتين، ثم انتهت بالخيانة”. في النهاية، لا تزال حداد مصرّة على عدم التعاقد مع أي شركة إنتاج عربية. وفي حين تتولى شركة “العبدول” إنتاج أعمالها وكليبّاتها وتوزيعها في الخليج، تعمل شركة “ميلودي” على التوزيع في باقي الدول العربية، وشركة EMI في أوروبا والمغرب العربي. وتختم حديثها ضاحكة: “أنا ناجحة من دون جميل شركات الإنتاج، لم أعد قادرة على تحمل سلطة المنتجين”.