يسجّل لـ «أل بي سي» أنها بقيت الراعية الوحيدة للدراما اللبنانيّة لسنوات قبل أن تعاود «نيو تي في» الاهتمام بها. لكن الشاشة التي تخصص مساحة لا بأس بها للمسلسلات المحلية، تتجاهل صناعها. وإذا غضّ المشاهد الطرف عن أخطاء مذيعات الربط في تعريفهن للمسلسل (استبدال اسم مخرج بآخر مثلاً)، يبقى التعريف بالعمل مسألة شائكة. تقول المذيعة: «نترككم مع حلقة «طالبين القرب» للكاتب مروان نجّار». هكذا تسقط اسم المخرج وأسماء النجوم المشاركين في العمل، مسندة البطولة الوحيدة إلى نجّار. وقد يختلف التعريف، إذا كانت القناة تراهن على البطلة. فيكون كالآتي: «نقدم لكم الآن مسلسل «السجينة» للكاتب شكري أنيس فاخوري مع سيرين عبد النور، فيسقط اسم المخرج سمير حبشي، وأسماء الممثلين مجدي مشموشي ورودني حدّاد وغيرهما... وإذا كان العمل لجورج خبّاز، فقد تمتنع المذيعة عن إعلان أسماء جميع العاملين لصالحه، إلاّ إذا كان كاتب العمل هو فاخوري أو نجّار، فيسقط اسم خبّاز تلقائيّاً. «نيو تي في» أيضاً لا تبتعد عن هذا الاتجاه: فالإعلان عن مسلسل «امرأة من ضياع» يشمل فقط الكاتب والمخرج وورد الخال فقط. وهو ما يوحي بأن الخال هنا، تشارك وحيدة في العمل. والآن، لننتبه مثلاً كيف تعلن «ال بي سي» عن مسلسل مصري: «حان الموعد مع نجمة الجماهير ناديا الجندي في مسلسل «مشوار امرأة» مع مصطفى فهمي ومحمد رياض»... هنا طاول الإسقاط اسم المخرج أحمد صقر والكاتب مصطفى محرم، لأن النجم هو الذي يبيع في هذه الأعمال. والجندي هي الحلقة الأقوى في هذا العمل، فيما الممثلون اللبنانيون الحلقة الأضعف.
لعل شاشاتنا المحليّة ليست مطالبة فقط بإنتاج الدراما، بل بإعطاء نجومها حقهم، على الأقل عبر ذكر أسمائهم، وهذا أضعف الإيمان. وبذلك، تخطو خطوة أولى باتجاه فرض الممثل اللبناني عربيّاً، ضمن ما يعرف بـ «صناعة النجم».