القاهرة ــ محمد خير
لا أحد ممن كانوا في السيارة يعرف ما الذي حدث بالضبط. التقرير المبدئي للحادث يحكي عن منخفض في الطريق فوجئ به هاني الجويلي أثناء القيادة. وبعدما حاول المصوّر والفنّان التشكيلي المصري تفادي المنخفض، اصطدمت سيارته بعمود إنارة على جانب الطريق الصحراوية التي تربط الإسكندرية بالقاهرة. هكذا رحل، الأحد الماضي، هاني كمال الجويلي، المصور المتميز الذي كان الخزف تخصّصه الأصلي، عن 38 عاماً.
حياة فنية حافلة عاشها في عمره القصير، إبن كمال الجويلي، شيخ النقاد التشكيليين المصريين الذي أقام لابنه معرض لوحات في «أتيلييه القاهرة» ولمّا يتجاوز الخامسة. تنقّل هاني الصغير بين العديد من فروع الفن التشكيلي. وعندما بدأ دراسة الفنون التطبيقية، اختار دراسة الرسم والتصوير الجداري ومنه إلى الخزف ثم إلى الفوتوغرافيا. تلاقحت هذه التخصصات في حياته. وعندما تفرّغ للتصوير الضوئي، كانت جدارياته قد تركت أثراً واضحاً في فنّه الفوتوغرافي.
هذا التنوع جعله عضو نقابتين هما: «نقابة الفنانين التشكيليين» و«نقابة مصممي الفنون التطبيقية». هو الحاصل على إجازة في كلية الفنون التطبيقية من قسم الزخرفة التطبيقية في جامعة حلوان في القاهرة عام 1992.
على الرغم من المشاركات الدولية العديدة للجويلي في معارض دولية، ولا سيما في إيطاليا وبريطانيا وكوبا والأردن، ومكوثه 18 شهراً في روما إثر حصوله على منحة من أكاديمية الفنون المصرية هناك، إلا أن الجويلي كان حريصاً على ألّا يحلّق في الأجواء التغريبية التشكيلية التي احتوت الكثير من التشكيليين العرب، بل عمل في كل فرصة على التّماس مع واقعه. وكان يتبع خطى رواد الفن التشكيلي المصري الذين تعلموا جميعاً في أوروبا، لكنهم عادوا ــــ مثل محمود سعيد وسواه ــــ ليصنعوا «نهضة مصر».
في عام 2006، أقام هاني معرضاً في «أتيلييه القاهرة» بعنوان «خيط أحمر رفيع»، عرض فيه لوحاته الفوتوغرافية التي التقط فيها بحسه الخاص ما شهدته مصر من تظاهرات عارمة عام 2005. وخلال تلك المواجهات التي احتشد لها آلاف الجنود في مواجهة المتظاهرين، التقط هاني ملامح المتظاهرين ونظرات العابرين المندهشة أو الخائفة، قبضة الحرس على الحواجز الحديدية، وتجمعات المتظاهرين التي تبدو من الأعلى كتلاً منفصلة ومتدافعة.
حصد هاني العديد من الجوائز من وزارة الثقافة المصرية ومسابقات صالون الشباب للفن التشكيلي بين 1994 و2000. كما شارك في عدد هائل من المعارض الجماعية، وأقام معارضه المنفصلة في مختلف الهيئات والمؤسسات والمراكز الثقافية في مصر، وكُلّف بتنفيذ العديد من المهمات كتصميم أغلفة «بينالي الخزف الثاني» في عام 1994. كما إنّه صاحب الفوتوغرافيات الموجودة في «السمبوزيوم الدولي للنحت» في أسوان.
قبل شهرين، افتتح الفنان المصري حمدي رضا محترفاً وغاليري معاً في «منطقة أرض اللوا»، إحدى أفقر مناطق القاهرة وأكثرها عشوائية. أطلق رضا على الغاليري إسم مشروع «آرت اللوا» وهو المشروع الذي أراد من خلاله كسر احتكار منطقة وسط البلد القاهرية لمعظم الأنشطة الفنية، وخصوصاً معارض الفن التشكيلي. وكان معرضه الشخصي من أولى الفعاليات التي احتضنتها الغاليري. افتتح معرض هاني الجويلي للفوتوغرافيا في بداية الشهر الجاري ويختتم في نهايته.

يمكن مشاهدة بعض أعمال الفنان هاني الجويلي على الموقع التالي:
(www.elgowely.com)