تاريخه الشخصي والإبداعي يدلّ على أنّ رؤوف مسعد يهوى الصدمات. من عائلة قبطية، التحق بالحزب الشيوعي المصري، فعرف تجربة السجن ليخرج بعدها ويعيش متنقلاً بين الأمكنة (العراق، لبنان واليمن وأمستردام والقاهرة) والخيارات الإبداعية. حتى حار النقاد في تصنيف أعماله التي تجمع بين المسرح والرواية والقصة والتحقيق الصحافي والمذكّرات. مسرحياته “لومببا” و“النفق” و“يا ليل يا عين” و“أورشليم” مُنعت في مصر لأنّها عرّت التابوهات السياسية، وانتقدت الأنظمة العربية في حربها مع اسرائيل. فيما كتابه “صباح الخير يا وطن” عدّه النقاد من أجمل ما كُتب عن الحصار الاسرائيلي لبيروت عام 1982 وتضمن تجربته الشخصية خلال تلك الحرب.رؤوف مسعد يهوى الصدمات. هكذا، قام برحلة الى اسرائيل أثارت الكثير من الجدل يومها. يومها حاول أصدقاؤه أن يفهموا نفسيّته وهو يركب الطائرة الى تل أبيب. وانزعج هو من بعض المقالات، حتى إنّه أقام دعوى قضائية ضدّ الزميل وائل عبد الفتّاح، ثم تنازل عنها بعد ذلك. يقول: “كنت أريد أن أخرج من الشخصية المسيحية الجبانة التى تربّيت عليها، وأن أكون مثل شخصيات رواياتي. وبالتالي، عندما حدث الصدام بيننا، كنت مستنفراً. تصوّرت أنّها معركة كبيرة وهذا يحدث لي. أحياناً، أكتشف أنني دخلت معركة لا تستحق. وهذه تصرفات شخصية مكبوتة تعلّمت من الكنيسة والعائلة أن تكون ظريفة وهادئة لكي يحبها الآخرون ولكي تكون مقبولة”. إثر زيارته اسرائيل، أصدر كتاب “في انتظار المخلّص” (مكتبة مدبولي ــ 2000) تضمّن مشاهداته هناك، وفضح السلوك الاسرائيلي العنصري في التعامل مع الفلسطينيين، وعرّى هذا الكيان القائم على الأساطير والتحريف.