القاهرة ـــ الأخبار
يبدو أن سيرة الفنان الراحل محمد فوزي باتت مرشحة أيضاً لدخول دائرة النزاعات الدرامية خلال الأيام القليلة المقبلة. إذ دخل الفنان سمير صبري أخيراً، وبقوة، على خط المواجهة أمام ترشيح المطرب مصطفى قمر لأداء دور هذه الشخصية الفنية الفريدة. وأعلن صبري أنّه اتفق مع شركة “صوت القاهرة” والمنتج محسن علم الدين على إنتاج المسلسل بشرط أن يقوم هو ببطولته. وأكد المخرج خالد الحجر في اتصال مع “الأخبار” أنّه تلقى من صبري عرضاً لإخراج المسلسل. وقد وافق الحجر على العمل بشكل مبدئي، ريثما تتضح باقي التفاصيل، وخصوصاً في ما يتعلّق بالنصّ الذي ينبغي أن “يرصد بدقّة حياة الفنان الراحل الزاخرة بالمواقف التراجيدية، على رغم البهجة التي كانت تشع من أغنياته وأدواره على الشاشة”.
في الوقت عينه، لم يعلن مصطفى قمر بعد قبوله الدور، مؤكداً للمقربين منّه أنّه قرأ ترشيحه في الصحف مثل باقي الناس، وأن تجربته التلفزيونية الثانية تحتاج إلى مزيد من التفكير بعد المعاناة التي تعرّض لها مسلسل “علي يا ويكا”. لكن قمر لم يخف إعجابه بمحمد فوزي، وخصوصاً أنه كان “بين أوائل من قدموا الأغاني ذات الإيقاع السريع، وتميز بمدرسة خاصة بين أبناء جيله، ولم يضع نفسه يوماً في المقارنة مع عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش.
لكن عزوف مصطفى قمر لا يعني أن الطريق بات خالياً أمام سمير صبري الذي اعتاد منذ سنوات طويلة ترديد أغنيات محمد فوزي. إذ بدأت المنتجة ناهد فريد شوقي التفكير في إنتاج مسلسل عن صاحب “مال القمر”، ليس إعجاباً منها بالشخصية فحسب، إنما لأن فوزي هو شقيق والدتها الفنانة الراحلة هدى سلطان. وفي حين تحاول ناهد تطبيق قاعدة “الأقربون أولى بالمسلسل”، تصرّ “صوت القاهرة” على الانفراد بالإنتاج في اعتبار أن فوزي هو مؤسس الشركة نفسها منذ خمسين عاماً، قبل أن تؤممها الدولة فيصاب المطرب الراحل بمرض عضال نادر.
وفوزي من مواليد طنطا في محافظة الغربية، وسط الدلتا، عام 1918. حضر إلى القاهرة وعمره عشرون عاماً، بحثاً عن الشهرة والأضواء. وبعد فترة من العمل في الملاهي، عرف طريقه إلى السينما في عام 1944 من خلال فيلم “سيف الجلاد”. وبعدها بدأ يعزّز حضوره حتى تربّع لفترة طويلة على عرش السينما الغنائية في مصر. تزوج فوزي ثلاث مرات، أشهرها من الفنانة مديحة يسري، وعارض بشدة دخول شقيقته هدى سلطان المجال الفني حتى رضخ في النهاية. وفي عام 1958، أحدث ثورة في سوق الأسطوانات، عندما أسّس شركة “مصر فون” التي استحوذت على أغنيات كبار المطربين. ولما صدرت قرارات التأميم عام 1961، استولت الحكومة على الشركة، وعيّنته مديراً لها بمرتب 100 جنيه في الشهر فأصيب باكتئاب حاد، ما أدى إلى إصابته بنوع نادر من سرطان العظام، حتى توفي عام 1966 ووزنه لا يزيد على 40 كيلوغراماً. لكنّ شركته استمرت وتغيّر اسمها إلى “صوت القاهرة” التي تريد الآن تكريم مؤسسها، وإنتاج مسلسل يروي سيرة حياته.