باسم الحكيم
نادين الراسي فاتنة... لكن حذار من اعتبار الممثلة اللبنانية مجرّد دمية! المخرجون يطاردونها، ومفكّرتها مزدحمة بالمسلسلات المحليّة. والآن دقّت ساعة الانطلاق إلى الدراما العربية!

خلعت نادين الراسي منذ سنوات ثوب عارضة الأزياء، لترتدي ثوب ممثلة، تتقمّص شخصياتها ببراعة وعفوية واحتراف. لم تكن ترى نفسها في هذا الوسط، كما تقول. لكن نظرتها تبدّلت اليوم. المخرجون صنّفوها ممثلة بجدارة، ولم تعد بالنسبة إليهم صاحبة الطلّة البهيّة والقوام الرشيق التي تملأ فراغ المَشاهد السطحية، بجمال الشكل من دون المضمون.
وإذا كان الامتحان الأوّل الذي تجاوزته بنجاح، «يوم حصدت الجوائز عن إعلان ترويجي صامت»، فإنها تواصل اليوم السير بخطوات واثقة إلى الأمام. عفوية الأداء تبرز بوضوح في شخصيتها في «غنوجة بيّا» بين التلفزيون والسينما. وتبدو مقنعة إلى حدّ كبير في دور المرأة الإسبانية من أصول لبنانية في «مش ظابطة».
تقارن الراسي في بداية حوارها مع «الأخبار» بين شخصيّتين مختلفتين إلى حدود التناقض في “غنوجة بيا” و “مش ظابطة”، فتقول: “الشخصيّة في العمل الأوّل تشبهني في حياتي العاديّة، من ناحية العفويّة والمرح، فيما لولا في «مش ظابطة»، تجد نفسها في مجتمع غريب عنها. لذا تستغرب ما يجري حولها، وترى فيه إثارة و“أكشن”، لكنّها في النهاية تتفاعل مع هذه الأمور بإيجابية، وتجد فيها المتعة».
وترى الراسي أنّ التحدي المقبل سيكمن في مسلسل «الليلة الأخيرة» من سلسلة «زمن» للكاتبة كلوديا مرشليان والمخرج سمير حبشي. إضافة إلى حلقات «ابني» من سلسلة «حكايات» للكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان. وتجد الراسي أن تنوّع الشخصيّات «يصبّ في مصلحتي»، إلا أنها تفضل حالياً «الابتعاد عن أدوار الشرّ ، لا أريد أن أحرق المراحل»، معتبرةً أنّ «هذه الأدوار ستكون خطوتي الأخيرة في الدراما».
بعيداً من المحلية، تشير الراسي إلى أنّها تلقت عرضاً للمشاركة في مسلسل «زمن الغروب» من إنتاج سعودي، بعدما شاهدني مخرجه الأردني في “غنوجة بيّا” و “مش ظابطة”، وأقتنع بأدائي”. وفي وقت يحاصر فيه المنتجون العرب الفتاة اللبنانيّة بأدوار الإغراء أو الثانوية في الدراما المصريّة والسوريّة، تعلن رفضها الحصار سواء في الدراما العربيّة أو اللبنانيّة. من هنا، تعرب عن اعتزارها بمشاركتها المقبلة في «زمن الغروب»: «سأجسد شخصيّة فتاة لبنانيّة من والدين لبنانيين. وسيؤدي دور الأب سمير شمص، فيما لا يزال دور الأم معلّقاً بين ممثلتين قديرتين». وما يزيد من حماسة نادين للدور، «أنني سأتحدث باللهجة اللبنانيّة، لأننا إذا بقينا نتكلم اللهجة المصريّة والسوريّة والخليجيّة، فلن نصل بالدراما اللبنانيّة إلى الخارج».
وفيما تعترف الراسي بقصور الدراما اللبنانيّة عن غزو الشاشات العربيّة حتى اللحظة، وترى في مسلسل «زمن الغروب» نافذتها الأولى على العالم العربي، تكشف عن اعتذارها عن دور في فيلم مصري ـــــ لبناني مشترك. وتوضح: «كنت متحمّسة للدور، لكنني اعتذرت لأن ذلك يتطلّب مني الإقامة في القاهرة ستة أشهر متتالية. وأنا لا أستطيع الابتعاد عن زوجي وابني كل هذه المدّة». وتستدرك: «إذا كانوا متمسكين بي، فليذهب ابني معي».
ولماذا اعتذرت عن الفيلم ووافقت على المسلسل؟ تؤكد الراسي أنّ «المخرج وعدني بحصر مشاهدي خلال أقلّ من 15 يوماً»، مشيرة إلى «استعدادي للمشاركة في أي عمل عربي، إذا حصرت مشاهدي خلال عشرين يوم عمل فعلي، حتى لو زادت ساعات العمل في اليوم الواحد عن ست عشرة ساعة».
وعن إسناد أدوار الفتيات المتحررات للشابات اللبنانيّات، في الدراما المصرية تحديداً، ترى الراسي أن «الممثلات المصريّات أجدر منّا بهذه الأدوار. وإذا كانوا يرون هذه المواصفات في الفتاة اللبنانيّة، فذلك بسبب صراحتها ووضوحها». وتضيف بانفعال: «لديهم ما يكفي من هذه النماذج. عرفوا سابقاً كيف تؤكل الكتف، لكننا اليوم لم نعد بحاجة إلى عروضهم. الإنتاج الدرامي المحلي يتطور وأعمالنا جميلة». لذا، تفاخر بنموذج الفتاة اللبنانيّة التي تعمل طبيبة في مسلسل «زمن الغروب». وترى أن الدور يمثّل نافذة تظهرني بالشكل الذي يناسبني ويناسب عائلتي وزوجي وابني ومجتمعي اللبناني». ثم تستدرك سريعاً: «التمثيل في النهاية تمثيل، وإذا وافقت إحداهنّ على تجسيد شخصيّة الفتاة المنحرفة، فهذا لا يعني أنها هكذا في الواقع».
لم يكن السفر السبب الوحيد لعدم انطلاق الراسي إلى العالم العربي، فالعروض المحليّة تأخذ الكثير من وقتها، كما أنّ عملها مع المنتج مروان حدّاد يتواصل على مدار العام. وها هي اليوم، تصوّر ما بقي من مشاهدها في الجزء الثالث من «فاميليا» للكاتبة منى طايع والمخرج ميلاد أبي رعد. كما تشارك قريباً في مسلسل «عصر الحريم» الذي تأجّل تنفيذه إلى بداية شهر حزيران (يونيو) بسبب سفر الراسي ومجموعة من أبطاله، بينهم انطوان كرباج، يوسف الخال ويوسف حدّاد إلى دبي لعرض مسرحيّة «زنوبيا» لمنصور الرحباني في الشهر المقبل.