strong>محمد محمود
لم تكن المخرجة إيناس الدغيدي تتوقع أن الممثلة الشابة التي جاءت بها من تونس لتكون بطلة فيلم “مذكرات مراهقة” ستحقق كل هذا الانتشار... هند صبري نفسها أكدت أكثر من مرة أنها لم تكن مستعدة للنجومية، وأن التمثيل ليس حلمها الوحيد. والدليل أنها تحارب بشراسة من أجل الانتساب إلى نقابة المحامين في تونس. تردد النجمة الحسناء دائماً: “ستغيب عني الأضواء يوماً، عليّ أن أكون مستعدة للعمل في مهنة أخرى”. هذا ما بدا واضحاً قبل عامين، حينما رفضت المشاركة في عدد من الأفلام الجيدة بسبب تفرغها لرسالة الماجستير في القانون. إلا أن النجومية التي تخشاها الممثلة الموهوبة تطاردها اليوم من كل حدب وصوب. أكدت صبري أنها مختلفة عن جميع فتيات جيلها، لا في الموهبة فحسب، بل في طريقة تعاملها مع النجومية أيضاً. هي لا تحب احتلال أغلفة المجلات أو المشاركة في جميع حفلات الوسط الفني، وغيرها من النشاطات التي تمارسها فنانات لا يجدن فرصاً كافية للتمثيل.
منذ البداية، أثبتت صبري طريقة خاصة في التعامل مع هوايتها المفضلة... التمثيل. عدا ذلك، لم تهتم كثيراً بصورتها الإعلامية. عرفت جيداً كيف تتحكم في إطلالاتها. حتى عندما أرادت الارتباط، كانت هي أول من أعلن خبر خطوبتها من النجم السوري باسل خياط. وحين فشلت التجربة، كانت أول من تحدث عنها أيضاً. واليوم، هي لا تزال ترفض إعلان تفاصيل ارتباطها العاطفي الجديد، مؤكدة أنها مسؤولة عن الكلام الذي يخرج عن لسانها هي فقط.
قد تعود هذه الخبرة في التــــــــــعامل مع السينما والصحافة، إلى الصــــــــــــدمة التي تلقتها في بداية مشوارها، يوم صنّفها النقاد ممـثلة إغراء في “مذكرات مراهقــــــــــة” و“مواطنة ومخبر وحرامي”.
لم تخف انزعاجها من هذا التصنيف، وبحثت عن أدوار جديدة تبعد عنها هذه التهمة. وهكذا، من فيلم إلى آخر، باتت هند هي الاختيار الأول لمعظم مخرجي اليوم، وخصوصاً أصحاب الأفلام غير الكوميدية. ولو أنها توافق على المشاركة في معظم السيناريوهات التي تقدم إليها، لكانت قدمت 10 أفلام في عام واحد. يكفي أنها ظهرت هذه السنة في “ملك وكتابة” و“ويجا” ثم “عمارة يعقوبيان” أمام عادل إمام، وأخيراً “لعبة الحب”. وهي تنتظر أسابيع قليلة لعرض “توربيني” الذي كتبه محمد حفظي، حبيبها السري.
صبري باتت أيضاً القاسم المشترك في لجان تحكيم مهرجانات عربية عدة. شاركت أخيراً في مهرجان قرطاج، وها هي اليوم تنضم إلى لجنة تحكيم أفلام الديجتال في مهرجان القاهرة السينمائي... أفلام تملك خبرة فيها، إذ قدمت سابقاً الفيلم الشهير “صباح الفل” الذي حصد جوائز عديدة في مهرجانات عربية وأوروبية. كما شاركت في أفلام تونسية عدة، أشهرها “عروسة التين”.
غير أن تفــــــــــوّق هند وحرفـــــــــيتها أثّرا سلباً في بعض الأدوار التي كانت مرشحة لتأديتها. فبعد أن اختارها أحد المنتجين لبطولة فيلم جديد، لم يبدأ تصويره بعد، خشي أن تفسد “حرفيتها” الدور الذي يحتاج إلى موهبة بسيطة. لكن استبعادها أجبر المنتج على بذل مجهود أكبر للـــــعـــثور على ممثلة أخرى مناسبة!