منذ بدء تصوير فيلم «كيف الحال»، عرف جميع العاملين فيه أن أول فيلم سعودي روائي طويل سيثير حتماً اهتمام عشاق السينما، وسيحظى بحملة ترويج كبرى من شركة «روتانا»، المنتجة للعمل. لكنّ أحداً منهم لم يتوقع أن يحصد كل هذه الجوائز... وخصوصاً أنها لم تأت من المهرجانات التي شارك فيها مثل «كان» و “القاهرة الدولي»، بل من الوليد بن طلال. إذ أعلنت شركة «المملكة القابضة» أن صاحبها أهدى طاقم الفيلم... 9 سيارات من طراز «فورد»! وذكر البيان الذي وزّع أمس أن الأمير السعودي استقبل طاقم الفيلم في مكتبه في السعودية، وأثنى على أدائهم في العمل، معرباً عن «فخره بالمساهمة في إنتاج أول فيلم سعودي، أبطاله نجوم من المملكة». ويشمل طاقم فيلم «كيف الحال» كل من مدير عام الإنتاج السينمائي في «روتانا» أيمن حلواني، ونجم «ستار اكاديمي 2» هشام عبد الرحمن، والممثلتين ميس حمدان وهند محمد، إضافة إلى الفنانين خالد سامي وتركي اليوسف ومشعل المطيري وعلي السبع. وكان الفيلم قد حمل توقيع المخرج الفلسطيني، المقيم في كندا، إيزادور مسلم. وهو من تأليف اللبناني محمد رضا والمصري بلال فضل، والموسيقى لغسان الرحباني.
يسلط «كيف الحال» الضوء في أجواء مرحة على تناقضات المجتمع السعودي، وتأرجحه بين المحافظة والانفتاح، ويعكس الصراع بين المعتدلين والمتطرفين في ظل سعي جيل الشباب الى دخول عصر العولمة مع المحافطة على القيم الإســـــلامية الراسخة.
يروي الفيلم قصة سحر التي تخرجت حديثاً من الجامعة، وارتبطت بقصة عاطفية مع نسيب إحدى صديقاتها. وفي حين يكون الحبيب عاطلاً عن العمل، فيبحث عن تحقيق رغبته في خوض تجربة «الإخراج» من دون تحديد إن كانت تلفزيونية أم مسرحية، تصطدم سحر بمشكلة شقيقها المحافظ الذي ودّ تزويجها أحد أصحابه المتشددين دينياً.
جرى تصوير الفيلم في دبي.
وبعد عرضه ضمن فعّاليات مهرجان «كان»، بوشر عرضه تجارياً في دور السينما في دول الخليج العربي (ما عدا السعودية)، ثم القاهرة مع بداية عيد الفطر. وهو يُعرض حالياً على محطة «شوتايم» حتى الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. قبل أن يبدأ توزيعه على أشرطة الفيديو وأسطوانات «دي في دي» في السعودية، ويبث لاحقاً على عدد من القنوات المشفّرة والمفتوحة.
قد يستحق “كيف الحال” الحفاوة، وخصوصاً أنها المرة الأولى التي يعالج فيها فيلم سعودي قضايا داخلية. وقد رُصدت له ميزانية كبيرة، كما سجل أول مشاركة لممثلة سعودية تطل من دون حجاب على الرأس. وفي حين تباينت ردود الفعل حول مضمونه وما دار في كواليسه، اتفق من شاهده من السعوديين في المنامة او دبي على تعطشهم إلى ما يروي ظمأهم السينمائي.
لكن كل هذا الترحيب والتكريم لفيلم كوميدي خفيف، يطرح تساؤلات لدى مخرج شاب من لبنان أو فلسطين أو تونس يبحث عن جهة تدعم مشروع فيلم جاد، ومن دون جدوى.
(الأخبار)