تختلف ردة فــــــــعــــــــــل الشــــــبــــــــاب في “حضرة السلـــــــــطة الرابعــــة”. وهي تراوح من العدائية والتحفظ الى الـــــــــترحيب “المفرط” وحد المطالبة بضرورة ذكــــــر الاسم كاملاً، وعدم حذف أي شيء مما يقولونه. تلك كانت حال مجموعة من الشبان الذين أكدوا لنا أنها المرة الأولى التي “يدلون فيها بحديث” إلى وسيلة إعلامية. واحد منهم فقط بدا مختلفاً. يقول بسعادة: “أنا.. أنا... نشرت صورتي في “النهار” في اليوم الأول للتظاهرة.. كنت أحمل العلم اللبناني. لقد احتفظ أصدقائي بالعدد حتى أرى الصورة”.
هو يحب الحديث إلى وسائل الإعلام، ويشير إلى صديقين له “نقف يومياً خلف مراسلي NTV لنظهر عبر التلفزيون”. أما السبب فيعود إلى أنهم يريدون إخبار من يعرفونهم أنهم يقصدون ســــــــاحة الاعتصام. نحب أن يعرفوا أنـــــــــنا مشاركون».
ويضيف أحدهم سبباً آخر: «كلما عدت إلى القرية أجد من يقول لي لقد رأيناك على التلفزيون، فأفرح». أما السبب الذي يدفع طارق إلى الحديث مع الإعلام فهو الشعور بقدرته على «إيصال الصورة الحقيقية للناس.
قد أستطيع أن أؤثر في شاب مثلي من الطرف الآخر حتى لا يتأثر بالأكاذيب». في الخيمة، يبقى زملاؤهم متحفظين. يصرّ أحدهم على معرفة اسم الوسيلة الإعلامية التي ننتمي إليها قبل أن يعطي رأيه، “والأفضل أن تعلنوها إذا كنتم فخورين بمهنتكم، لا أن تكذبوا علينا كما يفعل كثيرون في إعلام الأكثرية”.
ولا يجد شخص آخر جدوى في الحديث معنا، “لأن كل المحطات والصحف تابعة للسياسيين”. ويقول بلهجته الجنوبية: “كل تلفزيون هو من «رَبع» (أي طرف) فريق معيّن، ولا أحد يريد أن يستمع إلى الآخر”. إلا أنّ جميعهم، على اختلاف مواقفهم، يسألون عن موعد نشر تصريحاتهم في الصحيفة، فعندما تُنشر تصبح أكثر أهمية. هذا ما يصدّقونه.