strong>خليل صويلح
هشام شربتجي يستعيد «ذاكرة الجسد»، حاتم علي يعلن «سقوط غرناطة»، ونجدت أنزور يواجه رسوم الدنمارك... المخرجون السوريون يستعدّون منذ الآن للموسم الرمضاني المقبل. ويتنافسون على لعب ورقة الجرأة

بدأ السباق الدرامي السوري للموسم الرمضاني المقبل باكراً. وها هي شركات الإنتاج تتزاحم على حيازة أكبر عدد ممكن من النصوص الجديدة، قبل أن يدهمها الوقت في البحث عن مواضيع جيدة تجذب المشاهدين. ولعل أبرز المفاجآت في هذا السياق، مسلسل «ذاكرة الجسد» عن رواية الجزائرية أحلام مستغانمي. هذه الرواية التي رُشحت لتحويلها إلى عمل سينمائي مرة، وعمل تلفزيوني مرة أخرى، بات من المؤكد أنها أصبحت بحوزة «المركز العربي للإنتاج» لتقدم في مسلسل من توقيع المخرج هشام شربتجي، وقد بدأت الاستعدادات للتصوير. من جهة أخرى، انتقل مسلسل «سوق ساروجة» المؤجل من الموسم الماضي إلى المخرج بسام الملا، بعد الخلاف الذي نشب بين كاتبه أحمد حامد والمخرج هيثم حقي، إذ طالب حقي بتعديلات جوهرية على النص، ولم يوافق المؤلف عليها. ومن المتوقع أن يعلن هيثم حقي قريباً سلّة الأعمال التي سيشرف على إنتاجها، بعد تعاقده مع محطة «أوربيت» التي أسندت إليه تحقيق أعمال درامية ضخمة بإنتاجات عربية مشتركة.
أما سيف الدين سبيعي، الذي خاض تجربة إخراج ناجحة في مسلسل «فسحة سماوية»، فقد أسندت إليه «شركة الشرق» مهمة إخراج عمل جديد بعنوان «حصرم شامي» عن نص كتبه فؤاد حميرة، صاحب نص «غزلان في غابة الذئاب» الذي عرض في رمضان ويقدم اليوم على شاشتي «ام بي سي» و«سين للمسلسلات»... والعمل استمرار لتجاربه الدرامية السابقة في تشريح أطياف المجتمع السوري في ظلّ التحولات الجديدة، وبروز قيم الفساد والبيروقراطية الإدارية، وحياة القاع ومشكلاتها الاجتماعية. والمخرج حاتم علي الذي ارتبط بإخراج مسلسل «الملك فاروق» في مصر، سيوقع عملاً آخر كان مؤجلاً، هو «سقوط غرناطة»، فور انتهائه من تصوير حكاية الملك المصري. والعمل من تأليف وليد سيف، وإنتاج «سورية الدولية»، وبذلك ينهي علي ثلاثية «الأندلس» في فترتي ازدهارها وأفولها، بعدما قدم سابقاً «ربيع غرناطة» و«ملوك الطوائف».
وتعود الكاتبة ريم حنا التي غابت عن الشاشة في الموسم الماضي، هذا الموسم بنص جديد بعنوان «رابطة الروح والحبر» بتوقيع المخرج باسل الخطيب، وإنتاج «سورية الدولية». يرصد العمل أهمية الكتابة والإبداع في تشذيب الأرواح من الكآبة والعزلة. إذ تصبح جملة أو مقولة لكاتب ما بمثابة أيقونة أو تعويذة تحمي الروح من القنوط الإنساني، لتأخذ بعداً، أكبر وأكثر تأثيراً من رابطة القرابة والدم، فالحبر الذي يسيل على الورق هو الأكثر بقاء وتأثيراً في النفس البشرية. وعلى رغم أن العمل في طور القراءة، فإن المخرج اختار سلاف فواخرجي في دور البطولة، ولم ترشح إلى الآن أسماء أخرى.
وسيعود «أهل الغرام» الذي نال اهتماماً ملحوظاً في جزئه الأول، ليقدم في نسخة ثانية بتوقيع المخرج الليث حجو. يشتغل العمل على مناخات حميمية في مقاربة قصص حب تنتهي بالضرورة بالفراق والفشل، لأنها مبنية على العاطفة والغرام المحموم، من دون النظر إلى الفواتير الباهظة التي تفرضها متطلبات الحياة المعاصرة، واختلاف البيئات الاجتماعية. والعمل ينهض على حلقات متصلة منفصلة بمقترحات ورشة جماعية للكتابة.
المثنى صبح يخوض ثانية تجاربه الإخراجية بعمل اجتماعي معاصر بعنوان «على حافة الهاوية» عن نص كتبته أمل حنا، وإنتاج «سورية الدولية». فكرة العمل تتمحور حول علاقات حب وزواج بين جيلين مختلفين في الرؤى والمفاهيم، وما ينجم عنها من مشكلات وخلافات، تتوضح في سلوكيات الشخصيات، ونظرتها إلى الحب ومفهوم الشراكة الحياتية. ويعود ياسر العظمة إلى الشاشة بشخصية أخرى بعيداً من «مرايا». في «رجل الأحلام» للمخرجة رشا شربتجي، يجسد هذا الممثل الكوميدي ثلاثين شخصية، تعيش في حارة شعبية، فتكشف في كل حلقة عن أحلام صغيرة لواحد من أبناء هذه الحارة. ويستمر نجدت أنزور في استكمال مشروعه الإرهابي وعلاقة الغرب بالشرق، في عمل جديد بعنوان «سقف العالم» عن نص كتبه حسن يوسف. وسيصور العمل في الدنمارك، إذ تجري الأحداث على خلفية وأصداء الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دنماركية، وأثارت سخطاً في العالم الإسلامي. ويعالج العمل كيفية تصحيح صورة الإسلام في ذهنية الغرب. وكان أنزور قدم السنة الماضية ثلاثيات «المارقون» التي تحدثت عن الإرهاب أيضاً، أضافة إلى عمله الفانتازي «المحروس».
واللافت أن الدراما السورية تتجه في السنوات الأخيرة إلى طرح القضايا الاجتماعية الراهنة، من موقع نقدي، لا يخلو من جرأة ومكاشفة. كما أن دائرة هذه الدراما اتسعت في شكل ملحوظ، سواء في عدد الساعات التي وصلت في الموسم الماضي إلى نحو ألف وخمسمئة ساعة، أم لجهة رأس المال المطروح من شركات الإنتاج، والذي تجاوز مبلغ مليار ونصف المليار ليرة سورية (ما يعادل 30 مليون دولار أميركي).