تعمل لوتشيا موتيــــني في “راديو وتلفـــــــزيون سويسرا” الناطق باللغة الإيطالية (RTSI). هي مؤسسة تابعة للدولة، لذلك تحظى بالدعم الذي يتيح لصحافـــــييها الســـفر إلى دول اخرى، للبحث عن قصص مختلفة بعيدة عن الحروب والاغتيالات، بينها الاحتفال بعيد الميلاد. “علينا أن نعيد التوازن إلى الأخبار والمعلومات. صحيح أنه لا يمكن تجاهل الحديث عن الموت والدمار في بلد ما، لكن العامل الإنساني يجب ألا يغيب”... تقول موتيني هذه الجملة لتشرح سياسة المؤسسة التي تعمل فيها، ولتوضح الفرق بين ما كانت تسمعه في وسائل الإعلام عن لبنان، وما رأته عــلى أرض الواقع خلال الأيام الســــتة التي قضتها هنا. “كنت أعـــــرف أن الصورة غير كاملة، لذلـــك اهتممت بمقابلة الناس، ولم أسع لمقابلة سياسيــين”. لذا، تنـــــتقد في هذا الإطار عــــمل الصحافي الذي تحوّل مكتبياً “يكتفي الصحافيون بالجلوس خلف شاشات كومبيوتراتهم أو اللجوء إلى شخـــــــصيات لا تغيب صورتها عن الــــــشاشـــــة، وهذا ما يجعل الصورة ناقصة”.
في المقابل، تتحدث لوتشيا باهتمام عن الناس “غير المهمين” إعلامياً، والذين حرصت على الاستماع إليهم: بينهم شاب التقته بالصدفة في أحد أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت، وتبيّن أنه مقاوم في “حزب الله”. لكنها تشعر بالأسف لأنها لم تحسن طرح الأسئلة الجيدة عليه: “لم أتحدث معه كما يجب لأنه لم يكن يرغب في قول كل شيء. كان متحفظاً. لقد سألته عن آرائه السياسية لكنني كنت أحب أن أعرف أكثر ما في نفسه: هل هو شخص قادر على القتل؟ هل قتل أحداً في السابق؟ كيف يمكن أن تكون شخصيته في أوضاع أخرى بعيداً من الحرب؟”.
أسئلة قد تطرحها في الزيارة المقبلة إلى لبنان... التي تثق بأن أداءها المهني سيكون أفضل خلالها بعدما باتت تعرف أكثر عن هذا البلد.