لم تخطىء أحلام مستغانمي عندما أطلقت صفة “تسونامي” على ما يحدث اليوم في الرواية في السعودية. وينبغي أن نضيف أنه تسونامي نسائي. فقد بدأ هذا مع روايات ليلى الجهني “الفردوس اليباب” (1999)، وطيف الحلاج “القران المقدس” (2005)، ورجاء الصانع “بنات الرياض” (2005)، وصبا الحرز “الآخرون” (2006)، ووردة عبد الملك “الأوبة” (2006)، وقريباً تصدر رواية جديدة للجهني بعنوان “جاهلية”.
ويبدو أنّ هذا الازدهار الجارف ألهب حماسة الشبان أيضاً. إذ أصدر طارق بن بندر روايته “شباب الرياض” تيمّناً برواية الصانع، وطمعاً بنجاح مماثل لها، وستصدر خلال أيام رواية “حب في السعودية” للمسرحي والناقد والكاتب الواعد إبراهيم بادي.
يردّ كثيرون رواج هذه الروايات إلى الموضوعات التي تطرحها وليس إلى إنجازاتها الأسلوبية والسردية. ورأى بعض النقاد أن مجرد كون الرواية سعودية بات سبباً للإقبال الكثيف على قراءتها، كشكل من أشكال التلصّص على ما يجري داخل المجتمع السعودي المغلق. لكن بعضهم شجع هذه الكتابات ودافع عنها، فقد رحّب غازي القصيبي بـ“بنات الرياض”، وكتب عبد الله الغذامي مدافعاً عنها... معتبراً أن أهميتها تكمن في تحريكها لما هو ساكن، وأن تلك هي رسالة الأدب.
لا شك في أن دور النشر هي الرابح الأكبر من رواج الرواية السعودية التي باتت تبيض ذهباً، بصرف النظر عن الآراء المختلفة في هذه الروايات. ولا نخطئ لو قلنا إنّها “سلعة” سعودية تغزو الأسواق على شكل رواية.