القاهرة – محمد محمود
أخيراً، قرر منتج مستقل أن يعلن الحرب على «موجة الغناء الهابط»، وعلى «الكليبات الرديئة» التي غزت الفضائيات العربية. في السنوات الأخيرة كثر منتقدو الحال المزرية التي وصلت إليها الأغنية العربية، لكن أحداً لم يبادر الى اقتراح علاج حقيقي لهذه الآفة. اكتفى معظمهم بالصراخ في الصالونات وعلى صفحات الصحف، واستمرت الفضائيات في عرض كليباتها البليدة.
شركة لبنانية قررت إطلاق مبادرة جادة من شأنها فتح المجال أمام تفتّح تجارب موسيقية بديلة. صاحب هذه المبادرة التي وضعت نصب أعينها الدفاع عن أصوات شبابية جادة، والعمل على ايصالها إلى الناس بشتى الوسائل، هو طوني صفير. والرجل هو مؤسس «لا سيديتك» (كانت في الأساس مكتبة بيع أسطوانات، ثم انفتحت لاحقاً على نشاطات النشر والانتاج والتوزيع)، ومؤسس شركة «إنكونيتو» (ترجمتها الحرفية «مستتر الهويّة»).
حمل صفير مشروعه من بيروت إلى القاهرة، حيث أطلق قبل أيام أربعة ألبومات لفرق مصرية، ضمن مشروع «أصوات الشرق الجديدة». وهو الاسم الذي اختاره صفير لاسطوانة تجمع 13 فرقة موسيقية من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر، وتوزع مجاناً في المراكز الثقافية والفنية المختلفة. «نريد التأكيد على أن الموسيقى البديلة قابلة للتسويق»، قال صفير في حديث إلى «الأخبار» خلال حفلة إطلاق شركته في القاهرة. وأوضح: «مشكلة الفرق الجادة أنها تغني دائماً في أماكن محدودة، ومن يريد الإستماع إليها عليه الذهاب إلى أماكنها. لكن المعادلة تغيرت اليوم».
يعلّق المنتج اللبناني آمال كبيرة على إنتاج هذه الفرق، وهو يعمل على نشر استطواناتها في مراكز التوزيع، «حتى توضع إلى جانب إنتاجات “روتانا” و“عالم الفن” و“ميلودي”، ويسهل بالتالي على الجمهور التعرف إليها وشرائها». ومن خلال «أصوات الشرق الجديدة»، يصب المشروع اهتمامه على فنانين يجمعهم تعلقهم بجذورهم الشرقية، مع التأكيد على تنوع الأنماط الموسيقية التي يقدمونها. فمنهم من يعزف الموسيقى الشرقية التقليدية، وبينهم من يمزجها بالجاز وبألوان غربية أخرى.
وفي مصر تعمل «إنكونيتو» مع شركة «ميراج»، كما تحظى بدعم مؤسسة «المورد الثقافي». وفضلاً عن الاسطوانة المجانية «أصوات الشرق الجديدة» التي تعدّ بطاقة تعريف عن المشروع، أطلق صفير في القاهرة أربعة ألبومات لفرق مصرية هي «الدور الأول»، “شرقيات فتحي سلامة”، رياض عبد الجواد، و”مسار”. لكنه عبّر عن قلقه من سعر الإسطوانات المرتفع مقارنة مع الأسطوانات التي تنتجها شركات تتمتع بإمكانات هائلة في مجال الانتاج والتوزيع، مؤكداً أن «روتانا» وشقيقاتها تطرح اعمالها بسعر أقل لتضمن زيادة البيع، و“هذا رفاه لا نملكه هذه المرحلة”.
وتزامناً مع طرح الألبومات، نظمت مؤسسة “المورد” القاهرية حفلات للفرق التي أنتج لها صفير، في “مسرح الجنينة” في حديقة الأزهر، وذلك ضمن مهرجان «حي» الذي تنظمه في رمضان.
وأوضحت غادة طوسون، ممثلة شركة «ميراج»، أن فكرة انتاج كليبات لفرق «أصوات الشرق الجديدة» لا تزال بعيدة، ولا يتعلق الامر بتكلفة الكليب، بل كون «القنوات الغنائية الشهيرة مثل “ميلودي” و“مزيكا” رفضت بثها عندما عرضت عليها الفكرة”.