strong>خلال العدوان الأخير على لبنان، فاجأ الإماراتي حسين الجسمي الجميع بمواقف لم يتجرأ بعض فناني لبنان على اتخاذها. في لقائه مع “الأخبار”، تحدث المطرب الإماراتي عن بيروت التي “يحب” وأوبريت “الضمير العربي” و“روتانا” ومشاريعه الفنية. فاطمة داوود

“لم أعد قادراً على الغناء... كلما طالعتني نشرات الأخبار بمزيد من الدمار والموت والتشرد في لبنان، ازداد رفضي للغناء والسعادة”... بهذه الكلمات اعتذر المطرب الإماراتي حسين الجسمي عن إحياء حفلة قرطاج التي طالما عدّها حلماً.
استطاع الفنان الشاب في فترة قصيرة أن يخطف الأضواء من مطربي الصف الاول. قلب المقاييس وحقّق النجومية سريعاً من خلال طاقات صوتية قوية، وانتقاء متقن للكلمة واللحن. وتتناول أغانيه الظلم الذي يعيشه المجتمع العربي.
ركوب الموجة
يرفض الجسمي الحديث عن “إحراج” زملائه اللبنانيين بسبب مواقفه الحازمة تجاه لبنان. ويقول: “أحسست بوجع كبير حينما رأيت إسرائيل تشوّه صورة لبنان.
قررت إطلاق صرخة ألم لأعبّر عمّا في داخلي، بغضّ النظر عن مواقف زملائي، علماً أن المسألة لا تحتمل التنظير والمزايدات. لم يكن سهلاً على فناني لبنان تقبّل الصدمة، كما أن عدداً كبيراً منهم تفاعل مع قضية وطنه بوعي كبير”.
بعدما ألغى حفلاته خلال شهر تموز، عاد الجسمي إلى المسرح مع بداية آب. فقدم حفلات في القاهرة، وجنيف، وباريس، ولندن، عاد ريع قسم منها الى ضحايا العدوان على لبنان. كما شارك في حملة التبرعات الشعبية التي اطلقتها دولة الإمارات لمساعدة لبنان. لكن المطرب الإماراتي يرفض الغوص في تفاصيل الموضوع، “من البديهي ان يأخذ أي مطرب موقفاً إنسانياً تجاه أناس يعيشون في ظروف قاهرة. أليس الفنان كائناًً حساساً، فما نفع هذه الحساسية إن لم تترجم فعلاً؟ أما بالنسبة إلى متابعة وصول المساعدات إلى أصحابها، فهي مســـــــؤولية مدير أعمالي ميار عباس”.
لكن لمَ لم يفكر الجسمي في تقديم أغنية عن لبنان؟ يجيب سريعاً: “كان من المفترض أن أشارك في أوبريت “الضمير العربي”. كنت أوّد الوقوف في هذا العمل إلى جانب مجموعة كبيرة من الفنانين، الاّ أن ظروفي الشخصية حالت دون ذلك”.
هل يفكر إذاً في تقديم أغنية منفردة عن هذا الموضوع؟ يقول: “يستحق لبنان مئات الأغنيات. أعشق هذا البلد. الصحافة والناس يعرفون ذلك. لكنني لا أريد تقديم أغنية لمجرد أن أركب الموجة، وأمنّ بها على الشعب اللبناني. عشت حزناً كبيراً خلال الحرب... حتى الأغاني الوطنية لم تعد تخرج من قلبي لأنني غير قادر بالأساس على الغناء. هناك عشرات الأعمال الوطنية، لكنني أبحث عن الموضوع المناسب الذي يجسّد حقيقة مشاعري تجاه هذا البلد. يجب أن تتضمن الأغنية رسالة فاعلة، لا انفعالات آنية ناتجة من موقف معيّن”.
ويؤكد أنه سيزور لبنان قريباً “لا أعرف العيش طويلاً من دون هذا البلد... بيروت تمدّني بطاقة كبيرة، وكذلك الترحاب الذي ألمسه في وجوه الناس”.
هموم واستراحة
حسين الجسمي يأخذ هذه الأيام قسطاً من الراحة، بعدما جال على مدن أوروبية عدة وأحيى حفلات تكللت جميعها بالنجاح. يقول: “أنا راض تماماً عن الجولة الأوروبية. يعود الفضل في نجاح الحفلات الى إدارة أعمالي”. كما أعرب الجسمي عن سعادته الكبرى بحفلة “رويال لانكستر” في لندن حيث أطفأ شمعته الـ27. من يتابع مسيرة الجسمي، يعرف اهتمامه بالقضايا الاجتماعية (الحجاب، العدالة، المساواة)، في أغانيه. وعن ذلك يقول: “لم أغنّ المواضيع مباشرة. إنما حاولت معالجتها في أغنياتي المصورة كقصص اجتماعية مثّلت خلفية للأغنيات العاطفية. في داخلي عاطفة جياشة، ونحن العرب نعيش قهراً كبيراً. قريباً سأتحدث عن مواضيع جديدة شبيهة بتلك التي قدمتها في أغنيتي “الخيانة” و“العدالة” من خلال الأغنيات أو الفيديو كليبات”.
“روتانا” بيتي الثاني
انتظر معجبو الجسمي حلقته “مع حبي” التي تأجل تصويرها اكثر من مرة، ثم ألغي التصوير بالكامل. ويوضح: “حدد الموعد الأول لتصوير الحلقة تزامناً مع مباريات المونديال، فتأجلت ريثما تعود الحياة الى طبيعتها... شاشات التلفزيون والجمهور كانوا جميعاً منهمكين بمتابعة المباريات. جاءت بعدها حرب إسرائيل على لبنان، واستمرت لأكثر من شهر... تغير جدول المواعيد برمّته. لا أعرف لمَ يقول بعضهم إنه من الصعب استضافة حسين الجسمي في البرامج التلفزيونية. شاركت في الحلقة الأخيرة من برنامج “اكس فاكتور” وقدّمت أغنياتي الجديدة في حلقة مميزة جداً، كما ظهرت في برنامج “سكوت هنغني ونمثل” مع مفيدة شيحة على شاشة التلفزيون المصري. لا أمتنع عن المشاركة في برنامج “مع حبي”، بشرط أن تكون الحلقة متميزة ومختلفة وظروف عرضها مناسبة”. ونفى الجسمي الشائعة التي أوردت اسمه ضمن لائحة خمسين مطرباً سينفصلون عن شركة “روتانا”، وأجاب بحزم: “لم يفسخ العقد بيني وبين الشركة. ورد اسمي في لائحة كتبت في مقال، لا في بيان صادر عن الشركة. لم تقع خلافات مع “روتانا”، ما زلت أغني تحت لوائها، وهي بيتي الثاني”.