رغم غياب الإحصاءات الموثقة، هناك شبه إجماع من المتابعين للميديا المصرية على تفوّق الإعلانات الجديدة على مسلسلات رمضان المصرية هذا العام لأسباب عدّة.التنافس الكبير بين المسلسلات الجديدة على لقب «الأفضل» في شهر الصوم، جعل انحياز الجمهور لمسلسل أو اثنين شديد الصعوبة. حالة الطفرة الدرامية التي يعيشها المشاهدون منذ بداية شهر الصوم، صبّت في صالح الإعلانات التي شغلت مساحة أكبر من اهتمام هؤلاء، خصوصاً أنّ القنوات الخاصة أهانت كل قواعد احترام حق الجمهور، وحذفت مشاهد وتترات ودمجت بين حلقات المسلسل الواحد لتوفير دقائق أطول للفواصل الإعلانية (الأخبار 22/6/2015).

هكذا، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مساحة للتنديد بالحالة غير المسبوقة من سيطرة الإعلانات وفواصلها على شاشات رمضان، وراح بعضهم يبدي إعجابه بينما يسجّل آخرون رفضهم لهذا الإعلان أو ذاك.
طبعاً، لم يغب الجدل عن بعض الإعلانات، حتى أنّ جهاز حماية المستهلك تدخل ومنع بث إعلان لماركة رقائق بطاطا بسبب صفع الأب لابنه فيه، ما رآه الجهاز «تحريضاً على العنف». واتهمت حملة «إمسك تحرش» الممثل الشاب عمرو يوسف بـ«التشجيع على التحرّش وإهانة المرأة» من خلال إعلان جديد للترويج لإحدى القرى السياحية. يظهر يوسف وهو يجذب المستهلك لشراء شاليه في القرية التي تبعد 90 دقيقة عن القاهرة، مستخدماً كل التلميحات المرتبطة بوجود فتيات جميلات في كل مكان في المنتجع السياحي الشهير. هذا الإعلان أثار أيضاً موجة من السخرية على السوشال ميديا كونه غير مناسب للعائلات.
في السياق نفسه، سخر الناشطون الافتراضيون من إعلان خاص بإحدى شركات الاتصالات شارك فيه نجوم. للمرّة الأولى في هذا المجال، أطلقت الشركة أضخم حملة ترويجية في رمضان ضم نجوماً من العيار الثقيل مثل: يسرا، وحسين فهمي، ودلال عبد العزيز، وأحمد عدوية، ولاعب كرة القدم مجدي عبد الغني، فيما لا تزال الحملة الإعلانية لإحدى شركات المشروبات الغازية الذائعة الصيت مؤجلة بسبب اعتراض ورثة الفنان علاء ولي الدين على ظهوره فيه بتقنية الغرافيكس.
على مستوى الإقبال الجماهيري، جذب الانتباه وجود «الهضبة» عمرو دياب في إعلانين دفعة واحدة وفي التوقيت نفسه. الأوّل لشركة تحويل أموال حول العالم، والثاني لمنتجع سياحي في القاهرة. وقد عوّض الممثل عمرو عبد الجليل غيابه عن الشاشة في 2015 بحملة تخص ماركة شاي اتسمت بالكوميديا وحققت انتشاراً كبيراً.
على خط موازٍ، حققت الإعلانات هذا الموسم شهرة واسعة للممثل أسامة عبد الله لم يحققها له التمثيل على مدى 30 عاماً. ظهر عبد الله في إعلان لماركة حلويات وهو يتحدّث عن سلعة غير حقيقية، باعتبارها كانت شهيرة في أيام شبابه. تكلّم عنها بحماس شديد غطّى على السلعة الأصلية التي خرج من أجلها الإعلان، قبل أن يتحوّل الرجل إلى اسم مطلوب في البرامج التلفزيونية والمواقع الإخبارية التي حصلت على تسجيل لقاءات معه.