قبل أربع سنوات احتفل «مسرح المدينة» بعيده العشرين، من خلال برنامج دعا تجارب محليّة مسرحيّة وموسيقية، وجاء ليتوّج عقدين من العمل والاستمرار رغم كلّ الظروف والتحديات التي ألمّت ببيروت والمنطقة العربيّة. فعاليات «هيصة المدينة» هي احتفال أيضاً لكن بعودة الحياة إلى المدينة، من مسرحها هذه المرّة. لم تختلف الظروف منذ ذلك الوقت، سوى أن الأوضاع الاقتصادية الحاليّة قد تضيّق الخناق على المسرح والعاملين فيه أكثر، غير أن المسرح ما زال يتمسّك بهذه المساحة الجامعة في قلب العاصمة اللبنانية. أوّل من أمس، أقام المسرح البيروتي حفلة غنائية وموسيقيّة بعنوان «هيصة المدينة» تعلن فتح المسرح أبوابه بعد حوالى ثلاثة أشهر، كما تعلن إطلاق برنامج موسيقي غنائي ومسرحي سيستمرّ طوال شهرَي تموز (يوليو) وآب (أغسطس). عند الثامنة من مساء الليلة تفتتح كريستين حدّاد البرنامج المتنوّع بحفلة تجمع الأغنيات الشرقية والغربيّة، على أن تليها حفلات وأمسيات مسرحية وموسيقية وشعريّة نستعرض أبرز محطّاتها هنا.
زياد سحاب ولمياء غندور
23 و24 تموز (يوليو)



بعدما شارك في أمسية «هيصة المدينة» أوّل من أمس، سيقدّم زياد سحّاب أمسيتين غنائيتين موسيقيتين مع لمياء غندور عند الثامنة من مساء 23 و24 تموز (يوليو) الحالي. في كلّ من الأمسيتين سيقدّم الثنائي برنامجين مختلفين، يتضمّنان أغنيات جديدة للعازف والمؤلّف اللبناني، منها «اتجمّعوا» من ألحانه وكلمات الشاعر المصري محمد خير. في الحفلتين سيقدّم سحاب وغندور مجموعة أغنيات من بينها «شُفتَكْ»، و«كُنت نسيتك»، و«عرفوا يخوّفوك»، و«مش فاكر»، و«مش بس حبّك اللي راح» و«قهوة الصباح» (كلمات محمد خير أيضاً)، و«لو فيك تحسّسني بشي» (كلمات غادة صالح)، و«حب مالوش حدود» (كلمات أمين حداد). وسترافق الثنائي فرقة موسيقية تضمّ فؤاد عفرا (درامز)، وبشّار فرّان (باص)، وخليل البابا (كمان)، وجورج أبي عاد (كيبوردز) بالإضافة إلى زياد سحّاب على العود.

«عم بقولو اسماعيل انتحر»
25 و28 تموز (يوليو)



عرضت مسرحية «عم بقولو اسماعيل انتحر» مراراً في بيروت بداية السنة الحالية، على أن يتجدّد الموعد في «مسرح المدينة» مساء السبت 25، والثلاثاء 28 تموز (يوليو). العمل الذي كتبه وأخرجه محمد دايخ يتتبع بطلين هما إسماعيل وعبدو. ما يجمع الشابين (أداء محمد الدايخ وحسين قاووق) هي مجرّد صدفة سترمي بهما داخل غرفة مهجورة. الحوار الطويل بينهما ينمّ عن سوء تفاهم واختلاف يقدّمانه ضمن إطار الكوميديا السوداء والسخرية الواقعيّة. هكذا يضيء الحوار على قضايا ومآسي الأحياء الفقيرة في مجتمع محكوم من المافيات بكل أشكالها في الفن والاقتصاد والسياسة.

«الجدار»
4 و5 آب (أغسطس)



من «جدار» جان بول سارتر، انطلق المخرج والممثل المسرحي أندريه أبو زيد في عمله «الجدار» الذي أخرجه ويقدّمه منفرداً على المسرح. القصّة التي كتبها سارتر هي واحدة من مجموعة قصصية صدرت سنة 1939، وتعدّ من أشهر الأعمال الخيالية للفيلسوف الفرنسي الوجودي. تدور أحداث القصّة خلال الحرب الأهليّة الإسبانيّة، حيث يواجه ثلاثة مساجين حكم الإعدام، من بينهم البطل بابلو. مصير الموت المجهول والرغبة في الحياة بالإضافة إلى بعض القضايا الأخرى هي بعض الثيمات الذي يطرحها العمل. علماً أن أبو زيد سبق وقدّم مسرحيّته بداية العام الحالي على خشبتي «مسرح المدينة» و«مسرح أبراج»، حيث تولّت الممثلة اللبنانية عايدة صبرا مهمّة الإشراف، وأنجز بشارة عطا الله سينوغرافيا العمل.

مسرحية «درج»
13 حتى 16 آب (أغسطس)



«درج» هو عنوان المسرحية التي جاءت نتيجة عمل جماعي لـ «مسرح شغل بيت». العمل المونودرامي كتبه ديمتري ملكي بينما تولّى إخراجه شادي الهبر، وتؤدّيه مايا سبعلي منفردة على المسرح. في المسرحية، تجد امرأة نفسها ذات ليلة على درج طويل في بيروت، لكنها لا تملك فكرة عمّا أوصلها إليه أو إلى أين سيؤدي بها تحديداً هذه الحادثة، ستكشف عن تفاصيل وجوانب من حياتها وسيرتها، فضلاً عن أهم التجارب التي مرّت بها حيث يتداخل فيها الحب والحرب، والتجارب الفردية والجماعية الأليمة. يشكّل عرض «درج» حالياً فرصة لمشاهدته بعدما اضطر القائمون عليه إلى إيقاف العروض خصوصاً مع انتشار وباء كورونا وبداية إجراءات التباعد الاجتماعي.

موسيقى وشعر


بالإضافة إلى أمسيتَي زياد سحاب ولمياء غندور، تستضيف الفعاليات مجموعة من الوجوه الغنائية في لبنان. البداية مع محطّة لأغنيات البوب العربية والعالمية مع المغنية اللبنانية كرستينا حدّاد (الصورة) عند الثامنة من مساء اليوم. لا يمكن حصر برنامج الحفلة التي تمزج بين الأغنيات الشعبية والبوب والروك والفيوجن منذ الثمانينيات حتى اليوم، برفقة الموسيقيين سيمون طربيه (بيانو)، وشانت باجاك (غيتار) وماهر سعيدي (غيتار) وآرمين سيبتوف (درامز). على برنامج الأمسيات، حفلة لألين لحود أيضاً (30 تموز/ يوليو)، التي وعدت بتقديم كلّ الأنماط من أغنياتها الخاصّة بالإضافة إلى أعمال لعمالقة الريبرتوار اللبناني التي ستكون أشبه بالاحتفال بالعودة إلى الحياة واللقاء مع الجمهور بعد غياب طويل نتيجة الحجر.
بمزجها الأغنيات العربية التراثية مع الموسيقى اللاتينية، ستقدّم المغنية اللبنانية حنين أمسية موسيقية مساء السادس من آب (أغسطس) مع فرقتها الموسيقية. ستؤدي حنين بعض الأغنيات اللبنانية لصباح وزكي ناصيف ووديع الصافي بأسلوبها الغنائي الخاص، بالإضافة إلى مقاطع من برنامجها «حنين حول العالم» الذي اعتادت أداءه في المهرجانات، كما سيستمع الجمهور إلى بعض من أغنياتها الخاصّة منها «لحالا» التي لحنتها وكتبتها خلال فترة الحجر المنزلي. هناك موعد أيضاً مع خالد العبدالله الذي يعدّ وجهاً مألوفاً على «مسرح المدينة». مساء الجمعة 7 آب (أغسطس)، سيقدّم العازف والمغني أمسية تضمّ أغاني من كتابته وألحانه، وأخرى من التراث اللبناني والمصري للشيخ إمام ومحمد عبد الوهاب وآخرين. هناك موعد شعري غنائي مع الكاتب اللبناني أدهم الدمشقي الذي سيقدّم قراءة لمسرحيّته الشعرية «مدينة الأحذية» (برفقة ملهم خلف/ غناء وجنى سمعان/تشيللو)، ومما جاء فيها «وطنٌ تكاثرتْ على طرقاتهِ الأحذية./ الأحذية تأخذُ شكلَ المدن، تَسكُنُها الجموعُ، تضربُ نَسلَها فيها./ شوارعُ جديدة، أحذية عتيقة./ وكلّ صباحٍ يستيقظُ سكَّانُ الأحذية، يَفكُّون رباطَ الضَّوء، يُطلّون من ثقبِ الرّباطِ./ ولا أحد يجيئ./ شعبٌ يُصَلِّي لو يأتيهم أحد، فينتَعِلَ المدينة». أما الفعاليات فتختتم مع سامي حوّاط الذي سيؤدي مجموعة من أغنياته مساء الأربعاء 26 آب (أغسطس).

* فعاليات «مسرح المدينة»: 20:00 مساء اليوم حتى 26 آب (أغسطس) ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 01/753010