في عام 1909، طرح في الاسواق المصرية العدد الأوّل من مجلة «الحسناء» بمبادرة من الأديب جرجي نقولا باز (1883 ـــ 1959). يومها، لم تكن الولادة ميسّرة كما هي الحال اليوم. هزّت «الحسناء» مطبّات قوية وتوقفت عن الصدور لسنوات، ليعاد إصدارها في بداية الخمسينيات، واستمرت في الصدور من دون انقطاع منذ السبعينيات. وفي عام 1998، انضمت إلى «مجموعة الاقتصاد والاعمال» التي يملكها رجل الاعمال رؤوف ابو زكي الذي سلّم رئاسة تحريرها إلى ابنته رشا، على اعتبار أن الوسيلة الاعلامية نسائية مئة في المئة.
في الآونة الاخيرة، بدأ الحديث عن إقفال «الحسناء» أبوابها، سيراً على خطى مجلة «الآداب» التي توقفت عن الصدور قبل أيام. انتشر خبر إغلاق «الحسناء» بسرعة بعدما غيّرت مكاتبها وانتقلت من الطابق الخامس في «بناية مروّة» (شارع الصنوبرة ـ قريطم) إلى الطابق الثالث منه، بحجة أنّ صاحب البناية يملك مشروعاً تجارياً، فعرض على مدير «الاقتصاد والاعمال» شراء الطابق أو إخلاءه، فما كان أمام ابو زكي إلا أن رسا على الخيار الأخير. دمج رجل الاعمال مكاتب المجلة مع المجموعة واستغنى عن بعض الموظفين الذين لم يتوفر لهم مكاتب في الطابق الثالث، ومن بينهم الصحافية التي كانت تهتم بالمواضيع الفنية في «الحسناء» التي تكتب أكثر من نصف المجلة والمنسقة المالية بين أقسام المجلة. وتعززت فكرة إقفال المجلة عند البعض حين واكبت المجلة أخيراً التطوّر الحاصل في عالم التكنولوجيا، وأصبحت تحمّل وتُقرأ بواسطة جهاز الـ«آي باد»، فبدأ الحديث عن تغييب المجلة الورقية وتحويلها إلى وسيلة الكترونية. ولا يمكن غضّ الطرف هنا عن تدهور سوق الاعلانات في بيروت بفعل الثورات والانتفاضات في المنطقة.
في اتصال مع «الأخبار»، أبدت رئيسة تحرير المجلة نادين أبو زكي استغرابها من الحديث عن إقفال المؤسسة، كاشفة أنّ «الحسناء» تواكب التطوّرات الحالية في مجال الصحافة الالكترونية وتقوم باستقطاب مهارات صحافية شابة وعصرية للتفاعل مع متطلبات المرأة. ولفتت إلى أنّ المجلة تجدّد دوماً كادرها الصحافي بما يخدم تطلعاتها، مشيرة إلى أنّ «الحسناء» تستعد لإطلاق موقع الكتروني للافادة من قنوات الاتصال الحديثة مع القرّاء أينما وجدوا في إطار الإعلام المتطور الذي بات يشمل مواقع الشبكات الاجتماعية ووسائل التفاعل المباشر مع القراء من خلال الخلوي. في المحصلة، فإنّ «الحسناء» التي أتمّت المئة عام وأكثر، تتخبّط في زمن التكنولوجيا، فهل تتبع التطور الحاصل اليوم أم تحافظ على جلدها الورقي الذي يخلّد اسمها؟



منتدى المرأة العربية

تؤكّد رئيسة تحرير «الحسناء» نادين أبو زكي أنّ مشاريع المجلة مستمرة بخطى واثقة ومن ضمنها «منتدى المرأة العربية والمستقبل» Nawf الذي أطلق في العام 2007 ويلقي الضوء على نساء تركن أثراً في مختلف الميادين، كاشفة أنّ الحدث سيفتح أبوابه في الأول والثاني من آذار (مارس) المقبل ضمن مؤتمر يقام في بيروت. وكانت الدورة الخامسة للمنتدى قد أقيمت في شباط (فبراير) 2012 تحت عنوان «المرأة والربيع العربي». وتناولت يومها نظرة الإسلام إلى حقوق المرأة في ظلّ وصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في العديد من البلدان العربية.