احتفلت الصحافة بالصفحة الدينية مخصصةً لها يوم الجمعة مساحات من المواد الوعظية والفتاوى في إقصاء متعمد لأي نوع من المقالات والدراسات التنويرية أو المعمقة، واستحوذ عليها مفتو السلطان وأساتذة كلية الشريعة المرضي عنهم. وتعبيراً عن رجعية معظم الصحافيين وممالأتهم للمؤسسة الدينية، لم يخل تحقيق أو تقرير صحافي من آراء رجال الدين، سواء تعلّق الموضوع بالأمراض النفسية أو التسرب من المدارس والعنف الجامعي، معللين سبب جميع الظواهر السلبية في المجتمع بـ«ابتعاد أبنائه عن الدين».
المفارقة الرئيسة تكمن في تحريم رجال الدين المفروضين على الصحافة، تشريعات وممارسات يقرّها القانون والدستور، وبمجرد احتجاج مواطن واحد على فساد أو مظلمة، يسارع مشايخ الصحف إلى إدانة التظاهر وتحريمه بذريعة وأد الفتنة.