مع انطلاق «mbc مصر» أمس، بدا واضحاً أنّ المحطة لم تدخل ضيفةً على أرض الكنانة، بل جاءت منافسة شرسة لأهل البيت، واضعةً نصب عينيها الفوز بالمشاهدين والمعلنين. لكن مَن يظن أنّ مشروع المجموعة السعوديّة يقتصر على القناة التي احتفت بها منتصف الشهر الماضي (الأخبار 17/10/2012) فهو واهم، لأنّها حجزت قبل أيّام ترددات على قمر «نايل سات» تؤشّر إلى إطلاق محطات أخرى قريباً. وأول الغيث «mbc مصر دراما»، وهي قناة متخصّصة في عرض المسلسلات المصريّة على مدار الساعة.
كل ذلك يجري في ظل وجود المتحدث الرسمي للمجموعة مازن حايك في مصر، ليكون شاهداً على ساعة الصفر بنفسه، لكن هل يستعد للإعلان أيضاً عن موعد إطلاق القنوات الأخرى؟ تنفي مصادر داخل القناة أنّها ستبدأ بثّها في الأيام المقبلة، مضيفةً أنّ «mbc مصر دراما» هي «مشروع من سلسلة مشاريع تخطط المجموعة لتنفيذها في مصر، من بينها قناة مخصّصة للأفلام العربيّة». وكانت المحطة قد حجزت قبل أيام ترددات على «نايل سات» لقنوات mbc2 للأفلام الأجنبيّة، وmbc4 للمرأة والأسرة العربيّة، وترددات وصل عددها إلى عشرة، ليس واضحاً ما إذا كانت ستملأها كلها، أو أنّ بعضها هو مجرد جسّ نبض لمعرفة كيفيّة تعامل القنوات المنافسة مع فكرة دخول الشريك السعودي إلى أرض المعركة. لكن ماذا عن البرامج الخاصة بالقناة الجديدة؟ وهل صحيح أنّ وفاء الكيلاني التي تقدّم حاليّاً الحلقات الأخيرة من الموسم الثاني من برنامج «نوّرت» على mbc1، ستنافس مواطنتها منى الشاذلي على «mbc مصر»؟ تتناقض المعطيات في هذا الإطار. لكنّ «الأخبار» علمت أنّ الكيلاني أبلغت إدارة المجموعة أنّها تعطي الأولويّة للمجموعة السعودية، لكنها لا تجزم بأن إطلالتها ستكون على «mbc مصر»، أو أنّها ستقتنع بتقديم موسم ثالث من «نوّرت» أو أنّها ستنتقل إلى CBC أو سواها، علماً بأنّ «الأخبار» علمت أن الاتفاق مع الكيلاني قطع شوطاً كبيراً، وسيبدأ تنفيذ برنامجها الجديد من النوع الذي تحبه الإعلاميّة المصريّة، أي على نمط برنامجيها الشهيرين «بدون رقابة» و«ضد التيّار». أما عن بديل الكيلاني في «نوّرت»، فقد بات مؤكداً أن الأسماء التي جرى تداولها ليست سوى فقاعات إعلاميّة، ولن تفصح المحطة رسميّاً عن اسم نجمة الموسم الثالث من البرنامج الحواري، قبل مطلع كانون الأوّل (ديسمبر) المقبل.
mbc تقف اليوم أمام امتحان حقيقي، فإذا عرفت كيف تستقطب الجمهور السعودي بشكل أساسي ونجحت في أكثر من دولة عربيّة، فإنّ المعادلة في مصر فعلاً مختلفة... فهل تحقّق نسبة مشاهدة مرتفعة، وتهدد عرش الفضائيات الكبرى أم أنّها ستخفق في الامتحان؟