مطلع عام 2010، قدّم مارسيل غانم سلسلة حلقات من برنامج «كلام الناس»، أضاء فيها على موضوع السلامة الغذائية في لبنان. طبعاً مثّل يومها الموضوع صدمة بالنسبة إلى المشاهدين، بعدما اكتشفوا أن الأمن الغذائي في لبنان شبه مفقود.الليلة، يعيد غانم فتح هذا الملف، لكن هذه المرة ضمن حملة «شايف حالك» التي أطلقتها «المؤسسة اللبنانية للإرسال» قبل أسابيع. من زحمة السير إلى الفساد، مروراً بالسلامة العامة، والأمن... تتناول الحملة مختلف الآفات في المجتمع اللبناني. هكذا شاهدنا على الشاشة صوراً وأشرطة لمواطنين لبنانيين يمارسون يومياتهم «العادية»: امرأة تقود سيارتها وابنتها الرضيعة في حضنها، وشابان يقرران قيادة دراجتهما النارية على دولاب واحد في وسط الأوتوستراد، ورجل مسن يرمي النفايات من نافذة السيارة، وامرأة تقرّر اجتياز الطريق العام من تحت جسر المشاة، ثم يطلّ علينا سائق سيارة أجرة يقرّر التوقف على طرف الطريق من دون إعطاء أي إشارة، ما كاد يتسبب في حوادث قاتلة! إذاً، اختارت «المؤسسة اللبنانية للإرسال» هوية جديدة في ظل زحمة الفضائيات وفي ظل المنافسة المحتدمة على الساحة المرئية: إنها الهوية الاجتماعية التي تجعل المواطن لاعباً رئيسياً في الصورة المعروضة على الشاشة. يتحدّث رئيس مجلس إدارة lbc بيار الضاهر عن الحملة بكثير من الرضى، مؤكداً أنّ المحطة «ستجري دراسة ميدانية تنطلق بعد أسبوعَين لنرصد مدى التجاوب مع هذه الحملة»، ومعلناً أن «شايف حالك» ستستمرّ على شاشة التلفزيون «إنها حملة طويلة المدى أي 4 سنوات تقريباً». ويشرح الضاهر أن الفكرة أنجزت بعد اجتماعات بين lbc، ومستشارين، وشركة الإعلانات التي نفّذت الحملة أي impact BBDO. أما هدفها فهو إحداث تغيير في المجتمع. ولعلّ «شايف حالك» كانت من الحملات والإعلانات القليلة التي حمّلت المواطن جزءاً من مسؤولية تردّي الأوضاع في لبنان، بعدما اعتادت البرامج توجيه اللوم كله إلى الحكّام والمسؤولين. لكن الضاهر يقول إن الجميع يتحمّل مسوؤلية ما يحصل في لبنان «وفي الأسابيع المقبلة، سيشاهد المسؤولون السياسيون حملات تطاولهم وتضيء على تقصيرهم».
وكانت lbc قد بدأت بعرض الحملة في نشرتها الإخبارية ثم انتقلت إلى كل البرامج مثل «حلوة ومرة»، و«كلام الناس»... «كما هي الحال في المونديال مثلاً، نشاهد كل البرامج وهي ترتدي حلة كرة القدم... كذلك الأمر بالنسبة إلى الحملة التي تحوّلت إلى حالة عامة في المحطة». وانطلاقاً من هذه الحملة، ينتقل رئيس مجلس إدارة المحطة إلى حديث آخر هو تحوّل المواطن إلى مراسل صحافي من خلال الأشرطة والصور التي يرسلها إلى المحطة لتعرض ضمن «شايف حالك» «العالم تغيّر والنيو ميديا قلبت المفاهيم، نحن مقبلون على زمن تندمج فيه كلمتا مواطن ومراسل».
وللترويج لهذه الحملة، أنشئت مجموعة على موقع فايسبوك وموقع إلكتروني خاص www.cheyef7alak.com تنشر عليه كل الأشرطة والصور المتعلقة بالمخالفات. وتقول داليا غاوي من «إمباكت بي. بي. دي. أو.» إن lbc سبق أن عملت أكثر من مرة على حملات تهدف إلى توعية المواطن لإحداث تغيير في المجتمع، وهو ما شجّع الشركة على التعاون مع المحطة. «المعروف أن حملات مماثلة لا تثمر خلال أسابيع قليلة، بل تحتاج إلى وقت، لذلك وضعنا خطة على مدى طويل». وتشير إلى أن هدف الحملة ليس التنظير فقط بل الإضاءة على ما يحصل على الأرض بغية تحسينه.
هل تستمرّ الحملة على الشاشة اللبنانية أم تكتشف «المؤسسة اللبنانية للإرسال» مع الوقت أن «شايف حالك» كانت مجرّد ظاهرة طريفة أضحكت المواطنين والمسؤولين كما هي الحال حتى الساعة؟ وماذا عن المواضيع الحساسة مثل الفساد في قطاعات التربية، والتجارة، والمرافق العامة...؟ لنشاهد lbc ونكتشف الجواب.

«كلام الناس» الليلة 21:30 على lbc