رغم غياب معظم نجوم الصف الأوّل عن شاشة رمضان بسبب «ثورة 25 يناير»، ما زالت الدراما المصريّة تحقّق نسبة مشاهدة، خصوصاً بعد ازدياد قنوات الدراما المتخصّصة. وإذا كان الإنتاج المصري قد تراجع كمّاً هذا العام، فإن النوعيّة لم تتأثّر كثيراً. وقد تكون أسوأ المسلسلات التي تقدّم هذا الموسم، هي الأعمال الكوميديّة التي تقارب المواضيع السياسيّة والاجتماعيّة بسطحيّة حيناً وبابتذال أحياناً.
ومن بين أكثر من 40 مسلسلاً عربياً، تسابقت الفضائيّات المصريّة على عرضها مع حلول رمضان، يبدو أن غالبية مسلسلات «المحروسة» بدت تقليديّة، ولم تحمل إلا القليل من الغمز السياسي الذي لم يكن متاحاً في السنوات السابقة. ولعل مسلسلي «المواطن X»، و «شبرا TV»، هما العملان اللذان يستمدان قصتيهما من الأحداث الأخيرة في مصر.
ويسجّل رمضان الجاري، عودة تيم حسن إلى الشاشة في مسلسل «عابد كرمان» للمخرج نادر جلال، وذلك بعد بطولته الأولى في «الملك فاروق» في رمضان 2007. ويثبت النجم السوري مرّة أخرى أنّ مشاركته في الدراما المصرية ليست عابرة. إذ يؤدي شخصية جاسوس اسمه عابد كرمان في العمل الذي تأجّل عرضه من العام الماضي بسبب مشاكل رقابيّة مع الجهات الأمنيّة المصريّة. لكن يبدو أن هذا العمل وغالبية المسلسلات الأخيرة التي تروي ملفات من الاستخبارات المصريّة ومنها «سامية فهمي» مع منة شلبي، تقع في فخ مقارنة ليست لصالحها مع المسلسل الشهير «رأفت الهجان».
أما خالد الصاوي الذي لفت الأنظار في مسلسل «أهل كايرو» العام الماضي، فيطلّ هذا العام في «خاتم سليمان». هنا، يجسد النجم المصري دور الطبيب العابث والناجح، ونتابع من خلال شخصيته المركبة بعض الآراء السياسية ومعاناته مع زوجته (رانيا فريد شوقي). وتنقلب حياة هذا الطبيب بعد اتهام ابنته بجريمة قتل أحد الملحنين. هكذا، نتابع قصة مشوّقة لا تشبه المواضيع المطروحة في أغلب المسلسلات الأخرى، ويكسر الصاوي الصورة التي انطبعت في ذهن الجمهور، بأنه محاصر بأدوار الشر. وكان مخرج العمل أحمد عبد الحميد قد أعلن سابقاً، أنه أبقى النهاية مفتوحة في انتظار التطورات السياسية التي تلت «ثورة 25 يناير»، ليضمن قبل انتهاء رمضان أنه عائد مع أبطاله في الموسم المقبل. ويأخذ مسلسل «الريان» نصيبه من النقد. العمل الذي يطلّ فيه خالد صالح وتخرجه شيرين عادل، يروي سيرة رجل الأعمال المصري أحمد الريان الذي أطلّ خلال مقابلة مع وائل الإبراشي على شاشة «دريم 2»، ليفنّد الأخطاء التي وقع فيها العمل في حلقاته الأولى، موضحاً أنه يشوّه صورته ويحوي معلومات غير صحيحة عن حياته، مؤكداً نيته اتباع الطرق القانونية لإيقاف عرضه.
وعلى جبهة البطولات النسائيّة، تبرز ليلى علوي في «الشوارع الخلفيّة» للكاتب مدحت العدل والمخرج جمال عبد الحميد، في قصّة هادئة تحكي عن الثورة، لكن ليس «ثورة 25 يناير»، بل الثورة على الاحتلال البريطاني في الثلاثينيات. كذلك تطل فيفي عبده وسمية الخشاب في «كيد النسا» للكاتب مصطفى محرم، بعد الحملة التي أثيرت ضدّه واتهامه بالإثارة المجانيّة. وسقط العمل في فخّ ثنائيّة الخير والشرّ التقليديّة التي تتكرّر في الكثير من الأعمال المصريّة. وبدا السيناريو المفصّل على قياس فيفي عبده مفتعلاً، لا يناسب تطلعات المصريين إلى دراما ما بعد الثورة. ويمكن القول إنّ الراقصة المصريّة نجحت في سحب البساط من تحت أقدام غادة عبد الرازق التي لم يحقّق مسلسلها «سمارة» نجاح آخر أعمالها «أزواج الحاجة زهرة»، خصوصاً بعدما تصدّرت النجمة المصريّة اللائحة السوداء.