بسبب الظروف المختلفة التي تعيشها مناطق 48 عنها في الضفة وغزة والشتات، فإنّ معايير المقاطعة هناك تراعي تلك الاختلافات مع التأكيد على المبادئ الأساسية. في هذا الشأن، يشير عمر البرغوثي لـ «الأخبار» إلى أنّ «PACBI عقدت اجتماعات في رام الله وحيفا مع ممثلين وممثلات عن أهم المجموعات الطلابية المؤطرة في أحزاب سياسية في الداخل الفلسطيني. ومن خلال النقاشات والجدل المستمر منذ أشهر، بدأت تتضح ملامح معايير خاصة بفلسطينيي 48. ومن المتوقع أن تنضج في الأشهر القليلة المقبلة. إن كانت المواطنة الفلسطينية في مناطق الـ 48 لا تستطيع أن تقاطع المؤسسات الأكاديمية والثقافية والصحية والخدماتية العامة التابعة للدولة، فهي تستطيع أن تقاطع بعض المنتجات ذات البدائل. هناك مثلاً حملة تتسع في الداخل لمقاطعة بضائع المستعمرات المقامة في الأراضي المحتلة عام 67، كما تستطيع أن ترفض إعطاء إسرائيل «ورقة توت» تغطّي بها قبح استعمارها وعنصريتها.

ويتمثّل ذلك في رفضها تمثيل إسرائيل في المحافل الدولية وعدم التحدث باسم إسرائيل، كما يجب ـــــ كحدّ أدنى ـــــ عدم المساهمة في تقويض أو إضعاف الحملة الدولية لمقاطعة إسرائيل ومشاريعها. فعندما تشارك مغنية فلسطينية من الداخل في احتفال المؤسسة الصهيونية البريطانية بـ «استقلال إسرائيل»، فهي لا تضرب عرض الحائط بأبسط المبادئ الوطنية الفلسطينية فحسب، بل تسهم أيضاً في محاولات إسرائيل «تبييض» جرائمها في المنابر الدولية. وعندما يشارك مخرج فلسطيني في إنتاج فيلم يمثل إسرائيل في الأوسكار، فهو أيضاً يضرب حملة المقاطعة في الصميم ويحرج أنصارها من كبار المخرجين العالميين، من أمثال السينمائي المميز حقاً والمبدئي كِن لوتش، والمخرج مايك لي وغيرهما. وعندما يقوم أكاديمي فلسطيني بزج اسمه في قائمة الداعين إلى مؤتمر تنظمه جامعة إسرائيلية كانت حملة المقاطعة قد استهدفته (كما تستهدف جميع الأنشطة المقامة في الجامعات الإسرائيلية)، فإنه يقبل أن يكون أداة تستخدمها إسرائيل لضرب المقاطعة الدولية المتزايدة ضدها، وضد مؤسساتها المتواطئة. تجنّب هذه الأشكال المباشرة وغير المباشرة يمثل الحد الأدنى الذي يجب تطبيقه برأيي في مناطق 48». ويتابع أنّ «أهم الشخصيات الفنية الفلسطينية التي أسهمت في نشر حملة المقاطعة هي من مناطق 48، وبعض الأخوة في الداخل يؤدون أدواراً مباشرة في الحملة العالمية للمقاطعة. بعض المجموعات الطلابية مثلاً، بعثت رسالة إلى جامعة نرويجية تحثّها فيها على تبني المقاطعة الأكاديمية، مما كان له أثر كبير في دعم الحملة هناك. كذلك، هناك شهادات أرسلها طلبة جامعة حيفا عن أشكال التمييز العنصري التي يتعرضون لها، وانتشرت عالمياً مسهمةً في فقءِ فقاعة «الديموقراطية» الإسرائيلية».

www.pacbi.org

www.bdsmovement.net