"سيشهد القرن الواحد والعشرون أول موجة نمو في قطاع القيادة الذاتية، ومن المتوقع ان يحقق هذا السوق نموا بحجم 560 مليار دولار بحلول عام 2035"، هذا ما خلص اليه تقرير جديد عن سوق القيادة الذاتية نشرته شركة لاستشارات الإدارية العالمية "A.T. Kearney". فمنذ أيام قليلة أعلنت شركة BMW خططها للتعاون مع كل من "إنتل" و"موبايلي". قالت المجموعة إنها ترغب في إطلاق أول سيارة ذاتية القيادة في الأسواق بحلول عام 2021، ما يشير الى أولى الخطوات الجدية لتطور قطاع السيارات.فقد اشار التقرير، بعنوان "كيف يمكن لصناع السيارات أن يستمروا في زمن القيادة الذاتية"، الى ظهور سلسلة جديدة لصناعة السيارات ذات القيادة الذاتية، تتكون من مجموعة من اللاعبين، بداية من موردي المكونات، مقدمي البرمجيات، وحتى مقدمي ومؤسسي البنية التحتية ومقدمي البيانات. معظم تلك الشركات وهؤلاء الموردين يعملون حاليا في مجالات مختلفة، ولكن التقرير يتوقع أن يعمل ويتنافس كل هؤلاء في السوق نفسها مع انطلاق ثورة القيادة الذاتية.
يقول مايكل رومر، رئيس الأعمال الرقمية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بالشركة، إن "نماذج الأعمال في مجال مقدمي السيارات المتوسطة مثل "تويوتا"، "فولكس واغن"، "سيات" و"سيتروين" سوف تتعرض لمشكلة. واقتداء بما قامت به الشركات الرائدة مثل "جي ام"، "بي ام دبليو" و"فورد"، فإنه يتعين على صنّاع السيارات أن يقيموا شراكات وتحالفات استراتيجية مع شركائهم من خارج الصناعة إذا أرادوا تقديم حلول اتصالات معلوماتية جذابة". فحتى صناع السيارات النخبوية مثل "أودي"، "بورشيه"، "مرسيدس بنز"، و"بي ام دبليو" يعتمدون على خبراء خارجيين.
يقترح التقرير أن عصر القيادة الذاتية سوف يفتح المجال لمجموعة من الخيارات المربحة لمجموعة من الموردين مثل "بورشيه"، "زد اف/ تي ار دابليو"، "كونتيننتال" و"شافلر". وتشق هذه الشركات طريقها إلى قمة هرم الموردين ويمكنها أن تحتل مكان المصنعين الأساسيين كموردين للأجهزة أو تقديم أنفسها كموردين مستقلين للبرمجيات ومكوناتها.
في الوقت نفس، فإن اللاعبين الجدد من المجموعات الرقمية مثل "غوغل"، "آبل"، "فيسبوك"، "سيسكو" و"ميكروسوفت"، وكذلك مصنعي الأجهزة مثل "سامسونغ"، "سيمنز"، و"دوتشي تليكوم" يشقون طريقهم بثبات في السوق.
يذهب التقرير الى توقّع "تفكّك صناعة السيارات بشكلها الحالي، كما سيقوم مقدمو خدمات التصنيع بالنمو السريع والاستقلال بصناعتهم"، وبحلول عام 2025 ستتخطى عائداتهم من مجال الترفيه والمعلومات ما يحصلون عليه من عوائد الصناعة التقليدية. وعليه، ستنقسم سوق المركبات نفسها إلى ثلاث شرائح مختلفة وهي: النخبوية، المنخفضة التكاليف، والطائرات بدون طيار.
على صعيد آخر يشير التقرير إلى أنّ عدد الحوادث المرورية يمكن أن ينخفض بنسبة 70%، فيما تخفيف الضغط الميكانيكي يمكن أن يخفف من تكاليف الصيانة بنسبة 35%. وأخيراً فإن استخدام أنظمة قيادة بديلة وكذلك السير في مواكب على الطريق يمكن أن يقلل من استهلاك الوقود بنسبة الثلث تقريباً.