يقال في المثل العامي «خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود»، للإضاءة على أهمية الادّخار وأنه قد يكون الملاذ الآمن حين تضيق الأحوال. لكنّ هذه المقولة وعلى صحّتها تراعي جزءاً من الحقيقة وتعطي بعداً سلبياً للادّخار، بأن أهميته مرتبطة بحالات الشدّة فحسب. في الواقع فإن الادخار يمكن أن يكون عاملاً مساعداً للترفيه والمرح كما وللاستثمار وجني المزيد من المال وبالتالي لتجنّب الطوارئ من خلال تنويع مصادر الدخل
ندى مرتضى وزوجها وجدا في الادّخار وسيلة لتوسعة معرفتهم بالعالم وثقافاته وحضاراته كما ولتوسعة محفظة نقودهم. بدأت قصة الزوجين مع «قجة»، حيث عمدا منذ ارتباطهما إلى وضع مبلغ بسيط من المال شهرياً فيها، وهو ما مكّنهم من تحقيق أشياء كثيرة. وعلى أهمية الادخار أدرك الزوجان أن مساعيهما ستظل ناقصة ما لم يحضّرا ميزانية. فالادخار يتطلب اقتطاع جزء من المال وحفظه، ولأنّ الظروف الحياتية والمعيشية قد لا تسمح بالضرورة بأن يكون هنالك فائض من المال لوضعه جانباً، يصبح من الضروري تقسيم المدفوعات بحسب الأولويات والاستغناء عمّا يمكن التخلي عنه حتى يصبح رفد القجة بالمال ممكناً.في المرحلة الأولى استفاد الزوجان من المبالغ المدّخرة للسفر واستكشاف العالم، فكانت رحلاتهما المتعددة تنسيهما التضحيات التي قاما بها ليتمكّنا من جمع المال اللازم، وتؤكد لهما أن الادخار وإن كان يقتضي تقشّفاً فإنه يستحق التجربة.
استخدم الزوجان المبالغ المدّخرة للسفر وفتح مطعم ثانٍ
بعد 4 سنوات، قرر الزوج توسعة عمله وفتح فرع ثانٍ لمطعم والده. لم يحتج الزوجان للكثير من البحث والتحليل لإيجاد مصادر التمويل، إذ قاما باستبدال وجهة الادخار من تمويل السفر لتمويل المشروع الجديد. اللافت أن الادخار لم يسهّل عليهما تأمين قسم من المبلغ اللازم بل وفر عليهما من قيمة القرض الصغير الذي كان ينقصهما للانطلاق في رحلة أعمالهما الجديدة هذه المرة، وشق دروب النجاح وتأمين مداخيل إضافية تساعدهما على زيادة المبالغ التي اعتادا على ادخارها والتي قد تساعدهما في المستقبل على افتتاح مشاريع أخرى. أما العبرة التي استخلصتها ندى من تجربتها هي أنه لا يهم حجم المبلغ المدخر، كونه قادراً في نهاية المطاف على مساعدتكم في تحقيق حلمكم.