ترفض مديرة التحرير في جريدة «السفير» هنادي سلمان (الصورة)، الحديث عن أزمة الصحافة المكتوبة من دون الإشارة إلى أنّ هذه الأزمة تمتدّ على مستوَيَين: مالي، وتكنولوجي. هنا أيضاً، لا يمكن ــــ بحسب سلمان ــــ مقارنة الأزمة العالمية بما يجري في لبنان. «لن تنهار الصحف في لبنان كما حصل في الولايات المتحدة مثلاً، لأنّ طريقة التمويل مختلفة. في الغرب، هنالك مجموعة كبيرة من المساهمين، وبالتالي فإنّ التمويل يتأثّر بكلّ أزمة أو انتكاسة اقتصادية». ودليلاً على صحّة ما تقوله، تؤكّد سلمان أنّه «في لبنان، الصحيفة الأكثر مبيعاً ليست بالضرورة الصحيفة التي تجذب أكبر قدر من الإعلانات، إذ إنّ هذا الموضوع مرتبط بالخصوصية الطائفية والسياسية والاقتصادية لكل صحيفة». ولا تبدو سلمان متفائلة، إذ ترى أنّ الأزمة المالية ترافق الصحف في لبنان منذ نشأتها «ولن تحلّ إلا عند إرساء صيغة معيّنة تسمح لكل جريدة أن تعيش من خلال إيراداتها ونسب مبيعها».إلى جانب الأزمة المالية، تلوح الأزمة التكنولوجية التي تمثّل، بحسب سلمان، تحدياً كبيراً أمام الصحف. ومع ذلك، ترى أنّه لا يمكن أي وسيلة أن تلغي وسيلة أخرى، لأن لكلّ واحدة خصائص تميّزها. لذلك، فـ«إنّ الحديث عن انتهاء عصر الصحافة المكتوبة لا يزال مبكراً جداً، وخصوصاً أنّ الصحف تقدّم ما لا تستطيع تقديمه سائر وسائل الإعلام، أي التحليل المعمّق للأحداث التي يشاهدها الجمهور على التلفزيون أو يسمعها على الراديو أو يقرأها على الإنترنت».
ورغم التحدّي الكبير المطروح أمام الصحف، تعلن سلمان أن لا مشاريع حالية في «السفير» لتغيير حجم الصحيفة، «لكننا نعمل دائماً على تطوير الإخراج، كما سيجري إطلاق موقع إلكتروني جديد مطلع العام المقبل، لكن لا يمكن الإدلاء الآن بتفاصيل عن محتوى الموقع الجديد لأنّ الفريق يعمل عليه بسريّة تامّة».
(إعداد: ليال حدّاد)