نادر فوزمن هذا المنطلق لا تزال النقاشات جارية بين هذا الثنائي والمرشّحين الحزبيين، وهم ثلاثة: عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده، مرشّح حزب الكتائب سجعان قزّي ونائب رئيس حركة التجدّد الديموقراطي كميل زيادة. يؤكد الأخير أنّ المفاوضات على قدم وساق لتأليف لائحة مشتركة بين أبناء العائلات والحزبيين. إضافة إلى المرشح المستقل جوزيف أبو شرف.
أما قزي، فيؤكد أنه من المفترض أن تثمر الاتصالات نتائجها «بين الليلة (أمس) والغد (اليوم)، لكن إعلان اللائحة سيتأخر عن هذا الموعد». ويشير قزّي إلى أنّ التواصل جارٍ مع الوزير السابق فارس بويز في محاولة لمشاركته في لائحة التحالف. يضيف: «يمثّل ضمّ بويز إلى اللائحة مشكلة لدى الدكتور سمير جعجع»، مؤكداً أنّ اللائحة لن تعلن إلا ببيان سياسي يلتزم به جميع مرشّحيها.
في ما يخص بويز، تشير مصادر مطّلعة على الوضع الانتخابي في كسروان، إلى أنّ الوزير السابق سيعلن اليوم انسحابه من المعركة الانتخابية في المؤتمر الصحافي الذي دعا إليه في دارته في زوق مكايل. مع العلم أنّ أرجحية هذا القرار تستند إلى مجموعة من الأمور، منها: أولاً، عدم توافق بويز على أي نقاط سياسية مع قوى الأكثرية. فبالعودة إلى مقابلة سابقة على شاشة LBC، أكد بويز أنّ تحالفه مع البون وفريد هيكل لن يمنعه من التقرّب بعد الانتخابات من قوى 8 آذار على اعتبار أنّ طروحاته السياسية تنسجم مع المعارضين السابقين. ثانياً، يعود اللقاء السياسي الأول والأخير بين بويز والبون إلى عام 1992، والعلاقة بين الرجلين اليوم ليست بالمتانة المطلوبة لخوض معركة بوجه العماد عون. ثالثا، أنّ بويز غير قادر على خوض المعركة بمفرده بوجه اللائحتين. وتشير مجموعة من الإحصاءات التي استند إليها التيار الوطني الحرّ إلى أنّ قدرة بويز التجييرية تفوق بحدّها الأقصى 3000 صوتاً.
ويدرس الجميع اليوم تأثير انسحاب بويز والموقف الانتخابي الذي سيأخذه في دعم أحد الطرفين أو الوقوف على الحياد. مع العلم أنه إذا اختار بويز الوقوف إلى جانب قوى التحالف فقد يؤثّر في لائحة التيار العوني.
يحسم المطّلعون انسحاب بويز من الانتخابات، إلا أنّ هذا الأمر لا يحلّ مشكلة تحالف العائلات والأكثرية على اعتبار أن المفاضلة تجري بين كارلوس إده ومرشّح آل أبو شرف، جوزيف.
في هذا الإطار، يؤكد إده على استمرار الماكينة الانتخابية للكتلة الوطنية في عملها الانتخابي، «وهي على اتصال مع الأحزاب الحليفة». يشير إده إلى أنّ العقبة الأساسية التي يواجهها هي مع البون وهيكل، مشدداً على خوضه الانتخابات إلى جانب تحالف قوى 14 آذار «مع المستقلّين أو من دونهم». في ما يخص إده، تجدر الإشارة إلى أنّ قيادة القوات اللبنانية تتحدّث أمام مجموعاتها الملتزمة عن ضرورة انتخاب «العميد». والهدف من الموضوع معرفة القدرة التجييرية الحقيقية للقوات اللبنانية تمهيداً لما بعد انتخابات 2009. كأن القوات حسمت موضوع خروج إده من اللائحة المشتركة.
وفي لعبة الأسماء أيضاً، تجدر الإشارة إلى أنّ قوى التحالف تعاني معضلة تقسيم مرشحيها على منطقتي كسروان والفتوح. ودرجت العادة أن يكون لكسروان، الممتدة من نهر الكلب حتى طبرجا، ثلاثة نواب، فيما يكون للفتوج، الممتدة من الصفرا حتى نهر إبراهيم، نائبان. فللتحالف مرشحَان اثنان عن كسروان، هما فريد هيكل الخازن وجوزيف أبو شرف، وأربعة في الفتوح هم: البون وقزي وزيادة وإده. ما يشير إلى أنّ هذه القوى ستعاني مشكلة إضافية إذا حسمت موضوع الأسماء، وهي في تقسيم المرشّحين على المنطقتين، وخصوصاً أنّ لهذا الأمر أهمية كبيرة عند الناخبين.