طرابلس ـ عبد الكافي الصمدوأوضحت الأوساط أن مردّ الهدوء الذي يخيّم على عاصمة الشمال، عائد إلى أنّ «الضجة التي أثارها النائب مصباح الأحدب في وجه من رأى أنهم استبعدوه عن اللائحة، سرعان ما طوِّقت. كذلك فإن الزخم الذي انطلق به قبل إعلان اللائحة قد شهد تراجعاً ملحوظاً، شكلاً ومضموناً، وتحديداً بعد انكفائه عن انتقاد الرئيس نجيب ميقاتي إلى حليف الأخير على اللائحة النائب السابق أحمد كرامي، ما يُفسّر بأنه خطوة «اضطرارية» قام بها الأحدب لإعادة ترتيب أوراقه، قبل الانطلاق مجدداً بما يجعله يحافظ على آماله في البقاء متربعاً على كرسيه النيابي منذ دورة 1996».
في موازاة ذلك، شهد نشاط النائب السابق جان عبيد بدوره تراجعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، بعد «فورة التعاطف» معه في وجه المرشح الكتائبي سامر سعادة، من غير أن تتضح أسباب ذلك على وجه الدقة. إلا أن مصادر سياسية أوضحت لـ«الأخبار» أن عبيد «يعكف حالياً على درس خطواته بأناة وصبر، لأنّ انسحاب المرشح جورج شبطيني من المعركة لمصلحة تيار المستقبل جعل الصراع على المقعد الماروني محصوراً بينه وبين سعادة، في مقابل قيامه بتقصي ورصد مدى ما يمكن أن يتركه التدخل الخارجي من مؤثرات قد يجعلها تسهم في إعادة خلط الأوراق لمصلحته في اللحظات الأخيرة».
غير أن الأطراف السياسيين في طرابلس، على اختلاف توجهاتهم، ما زالوا ينتظرون الكلمة الفصل للرئيس عمر كرامي بهذا الشأن، وهو الأمر الذي يتوقع أن يعلنه مطلع الشهر المقبل. إذ من المنتظر أن يغتنم كرامي مناسبة ذكرى اغتيال شقيقه الرئيس رشيد كرامي ليعلن موقفه النهائي من الاستحقاق الانتخابي.
في هذا الإطار، كشف مصدر سياسي مطلع لـ«الأخبار» أنه «إزاء التراجع الذي أصاب الإسلاميين في السنوات الأخيرة، ما عدا ما يمثّله مرشح جبهة العمل الإسلامي الشيخ بلال شعبان من حضور يهدف إلى تثبيت الذات بالدرجة الأولى، فإن كرامي وحده من يستطيع أن يفرض حصول معركة انتخابية أو عدمها، ومواجهة لائحة التضامن في معركة ليست متكافئة بينهما بمختلف المقاييس».
وإذ يشير المصدر إلى أن كرامي «اعتاد أن يُبقي أوراقه مستورة حتى اللحظة الأخيرة، فإن ما «يطبخه» لخصومه من «طعم» انتخابي ما زال في إطار التكهنات، وهو أمر لا يربك خصوم الأفندي فحسب، بل ما بقي من مرشحين جديين أيضاً يأملون أن يكون خيار كرامي تأليف لائحة للدخول في عدادها، لعلّ الحظ يكون حليفهم في اختراق لائحة التضامن من خلال ثغرات ناتجة من تشظي خيارات أركانها السياسية».
ويوضح المصدر أن حسابات كرامي تنطلق من أنه «سيُقلع صبيحة يوم الانتخابات بما لا يقل عن 25 ألف صوت، وهو رقم يتفق عليه خصومه وحلفاؤه معاً، ويعترفون بأن لا قدرة لأحدهم على الوصول إليه، إلا أن حسابات كرامي تنطلق أبعد من ذلك، إذ إنه يريد التأكد من إمكان حصوله، منفرداً أو ضمن لائحة، على رقم يزيد على الرقم المذكور، لتسجيل خرق يتجاوز صداه وتداعياته حدود طرابلس».