غزة ــ قيس صفدييمتلك الفلسطينيون رسمياً وشعبياً «ملفات ثقيلة» يأملون أن تنجزها قمة الدوحة، رغم أن الخشية تتملّكهم من ألا تتعدّى القمة الحادية والعشرين للعرب مثيلاتها على مدار العقود الماضية، وأن تبقى قراراتها أسيرة الورق والأدراج. وطالب رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية القمة بالحفاظ على قضية فلسطين كـ«محور القضايا العربية، ودعم القدس في وجه هجمة الاحتلال لتهويدها وترحيل أهلها وتدمير منازلها»، مشيراً إلى «أهمية الدعم العربي لإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم».
ودعا هنيّة العرب إلى «وضع قضايا الأسرى في سجون الاحتلال، والمقاومة، وصفقة تبادل الأسرى، وحصار غزة، والحوار الوطني الداخلي، على جدول أعمال القمة»، متمنيّاً «دعماً عربياً لحق الأسرى في الحرية والمقاومة وفك الحصار». وإضافة إلى ذلك، طالب الأمة العربية «بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وملاحقة قادة الاحتلال لمحاكمتهم كمجرمي حرب»، لما ارتكبوه خلال الحرب ضد غزة، وتطرّق إلى ضرورة أن تتضافر الجهود «لإعادة إعمار غزة بمنأى عن أي بعد سياسي».
وفي السياق، أمل وكيل وزارة الشؤون الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة، أحمد يوسف، أن ينبثق من مؤتمر القمة وفداً رئاسياً من الدول العربية للسفر إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «في محاولة لإقناع الإدارة الأميركية ممثّلة بالرئيس باراك أوباما بالدفع قدماً في سبيل إنجاح المصالحة الوطنية الفلسطينية، تحت الرعاية المصرية، وعدم وضع العراقيل التي من شأنها إفشال هذا الحوار».
بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن «كل الوقائع والتجارب تثبت فشل خيار التسوية في كل مساراته»، مطالبة القادة العرب بتبنّي مقررات قمة غزة الطارئة في الدوحة، وخصوصاً في ما يتعلق «بسحب المبادرة العربية وإلغائها، وتبنّي استراتيجية مواجهة تدعم المقاومة». وأكدت «أهمية تعزيز فرص نجاح الحوار الفلسطيني».
شعبياً، يأمل المشرّدون في غزة أن تفضي القمة إلى سرعة إعمار غزة، غير أنهم يتخوّفون من أن تكون «نسخة» عن القمم السابقة، فلا تجد مقرراتها طريقاً نحو التطبيق.
أم خليل (62 عاماً)، واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية، ترى أن القمم العربية السابقة لم تجلب للشعب الفلسطيني أي إنجازات سياسية، مشيرة إلى أن «الفلسطينيين، وخصوصاً في غزة، يئسوا من هذه القمم لإعادة حقوقهم، ولا ينتظرون من العرب سوى بناء ما دمرته الحرب». وأضافت أنها تأمل ألا تتحوّل إعادة بناء منزلها إلى «حلم» مثل «حلم العودة».
ويشاطر أحمد سليمان، الذي فقد ورشته الصناعية الصغيرة، أم خليل موقفها من القمة، ويخشى ألا يحتل إعمار غزة أولوية لدى الزعماء العرب في ظل الخلافات القائمة والقضايا الكثيرة أمام القمة. وقال إن ورشة الحدادة التي دمرتها قوات الاحتلال كانت تكفل «لقمة العيش» لعائلته المكوّنة من 12 فرداً، متسائلاً: «هل مطلوب منّا الصيام حتى يتجاوز العرب خلافاتهم ويتمرّدوا على الضغوط الأميركية؟».