أطلقت إسرائيل أمس المناورة الداخلية الأكبر في تاريخها، وأرفقتها بمجموعة جديدة من رسائل التهدئة موجهة إلى سوريا وحزب الله على غرار «دولة إسرائيل لا تتطلع إلى أي صدام في الشمال» وأن المناورة «لا تستهدف سوريا أو حزب الله». غير أن أصواتاً في الدولة العبرية خرجت لتشكّك في نوايا المناورة وتوقيتها (تفاصيل ص 18).وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك إلى توجيه رسالة تطمين إلى سوريا ولبنان، فأشار الأول إلى أن «دولة إسرائيل لا تتطلع إلى أي صدام عنيف في شمال البلاد»، مشدداً على أن السوريين يدركون أن المناورة الإسرائيلية «ليست أكثر من تدريب، وآمل أن يستوعبوا ذلك». أما باراك فقال إن المناورات «تجرى لاختبار الاستعدادات من أجل إغاثة المدنيين في حال نشوب الحرب»، مشدداً على أنها لا تستهدف سوريا أو حزب الله. كما برز حرص الجيش الإسرائيلي على توجيه رسائل تهدئة من خلال تأكيده أن المناورة جرى التخطيط لها مسبّقاً وهي جزء من خطة عمله لعام 2008 وأنه لا علاقة لها بأية أحداث واقعية.
وكانت المناورات، التي تستمر خمسة أيام، قد بدأت بإعلان أولمرت «نشوب الحرب» المفترضة. ومنذ اللحظة الأولى، افتُتحت هيئات الأركان لغرف الحرب المختلفة، في مكتب رئاسة الحكومة، وفي سلطة الطوارئ في وزارة الدفاع، وأعلنت حالة الطوارئ الاقتصادية. وسُمعت صفارة المناورة في العاشرة صباحاً، في كل أنحاء إسرائيل، باستثناء منطقة غلاف غزة وسديروت، لمدة دقيقة ونصف.
وبدأت وزارة التعليم العمل وفق السيناريوهات المختلفة في المؤسسات التعليمية في أنحاء إسرائيل. وفي الوقت نفسه، بدأت شركة الكهرباء العمل وفق صيغة الطوارئ. ومن المفترض أن تعقد الحكومة جلسة أخرى اليوم تتزامن مع مناورة أركانية عامة على المستوى القطري، لتصل الى ذروتها غداً مع إطلاق صفارات الإنذار في كل أرجاء إسرائيل وبدء وسائل الإعلام بث رسائل خاصة من قيادة الجبهة الداخلية تعطي توجيهات للسكان للتكيّف مع حالة الطوارئ. وسيتم في غضون ذلك إنزال طلاب المؤسسات التعليمية إلى الملاجئ، وافتتاح أقسام طوارئ في نحو 256 بلدية.
وستنتقل المناورة إلى المرحلة الميدانية يومي الأربعاء والخميس حيث سيُعمل على محاكاة وضع تتعرّض فيه إسرائيل لهجمات صاروخية بعضها غير تقليدي. وسيجري الجيش مناورة ميدانية بمشاركة جمعيات الإنقاذ المختلفة، ووزارة الصحة ووزارة البيئة ووزارات أخرى في الحكومة.