اثار الخبر الذي نشرته «الأخبار»، أول من أمس، عن رفض سوريا عقد لقاء مع مسؤولين إسرائيليين في تركيا جدلاً داخل إسرائيل. وسارع مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت إلى نفي صحة التقارير عن اللقاء وأنه ألغي بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العربية عن مكتب أولمرت قوله «إن إسرائيل لم تنقل أية رسائل إلى تركيا ولم يكن مقرراً عقد مثل هذا اللقاء».وكانت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي قد عرضت في نشرتها الإخبارية السبت ما ذكرته «الأخبار» عن المساعي التي يقوم بها رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان. ونقلت عن مراسلها السياسي أن لقاءً سرياً كان يفترض أن يعقد بين جهات سورية وأخرى إسرائيلية قبل عشرة أيام على الأراضي التركية. وبحسب الخبر الذي أوردته القناة الإسرائيلية، كان سيحضر اللقاء عن الجانب الإسرائيلي رئيس طاقم العمل في مكتب أولمرت، يورام طوربوفيتش، الذي كان مقرراً أن يلتقي شخصية سورية «بمستوى مماثل»، «إلا أن دمشق قررت إلغاء اللقاء في أعقاب حملة الشتاء الساخن التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة قبل نحو أسبوعين». وأوضحت القناة نفسها أن بلاغ إلغاء اللقاء جاء على لسان أردوغان الذي نقله إلى أولمرت.
وذكر مصدر سوري رفيع المستوى، لـ«الأخبار»، أنه، على أثر بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نقلت رسالة عاجلة إلى أردوغان، عن طريق مستشاره السياسي أحمد داوود أوغلو، تضمنت الموقف الرافض لإجراء أي اتصال مباشر أو غير مباشر في ظل ما يجري على الأرض. كذلك أكد المصدر السوري عدم صحة المعلومات عن تحضيرات للقاءات سرية، وأن دمشق أبلغت تركيا منذ اليوم الأول بأنها لا تعقد أي اجتماع في الخفاء.
وقال مراسل القناة الثانية الإسرائيلية إن حديثاً هاتفياً «صاخباً» جرى في الثالث من الجاري بين أردوغان وأولمرت، أبلغ فيه الأول الأخير بإلغاء الاجتماع. وقال مراسل القناة، نقلاً عن مصادر تركية، إن إسرائيل فوّتت فرصة للتفاوض مع سوريا. وأضاف، نقلاً عن المصادر نفسها، أن أولمرت خوّل أنقرة نقل رسالة إلى السوريين مفادها أنه «في إطار السلام، ستكون إسرائيل مستعدة للتنازل عن هضبة الجولان».
وتعليقاً على الموضوع، قال وزير الإسكان الإسرائيلي، زئيف بويم، إن «تركيا بإمكانها أن تشكل منبراً لاستضافة مثل هذه اللقاءات السرية، ولا يجوز استبعاد موقع تركيا لاستيضاح ما إذا كان بالإمكان إجراء مثل هذه الاتصالات مع سوريا».
يشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، على اختلافها، تعاطت مع ما أوردته «الأخبار» بهذا الشأن باهتمام بارز تجلّى في إعطائه حيز الصدارة في بعض النشرات الإخبارية، كما فعلت القناة الثانية، وكذلك على مواقع الإنترنت الخبرية كلها، فضلاً عن الصحف المطبوعة الثلاث، «هآرتس»، «معاريف» و«يديعوت».