القاهرة ـ محمد عبد الرحمن
لم تكد نقابة المهن التمثيلية في القاهرة تقفل ملفّ اتّهام الممثل المصري عمرو واكد بالتطبيع مع إسرائيل، حتى خرجت إلى العلن أزمةٌ أخرى بطلها هذه المرة الكاتب الكوميدي المعروف لينين الرملي وشريف عبد اللطيف مدير المسرح القومي، أعرق المسارح المصرية.
القصّة بدأت عندما فاجأ الرملي الوسط الفنّي والثقافي بإطلاق تصريحات مؤيدة للتطبيع الثقافي مع إسرائيل. ولم يقتصر الأمر على الكلام فحسب، بل دعا الرملي الملحق الثقافي في السفارة الإسرائيلية في القاهرة إلى حضور عرض «اخلعوا الأقنعةإنتاج المسرح القومي وتأليف وإخراج الرملي) في سابقة هي الأولى من نوعها، وذلك في مقابلة مع الجريدة الأسبوعية «الوطني اليوم» في 8 من الشهر الحالي.
ولدى تسرّب الخبر إلى الصحافيين، أطلق شريف عبد اللطيف مدير المسرح القومي تصريحات متضامنة مع الرملي، مؤكداً أنّ منصبه غير محكوم بقانون يمنعه من التطبيع مع إسرائيل. وجاءت تلك الأزمة في توقيت حساس جداً بالنسبة إلى وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي يخوض حرباً شرسة للفوز بمقعد الأمين العام لمنظمة الأونيسكو. وقد وصف بعضهم هذه التصريحات المفاجئة بأنّها «مغازلة غير مباشرة» لتأمين عدم اعتراض إسرائيل على تولّي فاروق حسني المنصب الرفيع في المنظمة الدوليّة.
وعلى رغم أنّ اللغط بشأن تطبيع المسرح القومي المصري بدأ قبل أسابيع عدّة، إلّا أنّ الأمر تحوّل قضيةً رسميةً عندما تقدّم المخرج حسام الدين صلاح بطلب رسمي لفتح تحقيق في شأن مواقف لينين الرملي وشريف عبد اللطيف إلى أشرف زكي بصفته نقيباً للممثلين ورئيساً للبيت الفني للمسرح في الوقت ذاته.
ويُنتظر أن تعلن نقابة الممثّلين خلال أيام تأليف لجنة تحقيق يسبقها تجميد عضوية الرملي وعبد اللطيف، حتى تعلن نتيجة التحقيق في هذه القضية التي باتت مرشحة للتفاعل في المرحلة المقبلة، وخصوصاً بعدما اتّهم بعضهم النقابة بالتساهل مع قضية عمرو واكد.
وفي حال تمسّكه بموقفه، سيواجه الرملي المصير ذاته الذي آل إليه علي سالم الذي فُصل من اتحاد الكتاب المصريين بعد زيارته إسرائيل عام 1994 ودعوته إلى التطبيع معها. وبالتالي، سيصبح الرملي مهدّداً بالإقصاء من الحياة الثقافيّة الرسمية.
من جهة أخرى، أعلن الأديب المصري علاء الأسواني أنّه سيقاضي دور نشر إسرائيلية لأنّها ترجمت روايته «عمارة يعقوبيان» إلى العبرية من دون الحصول على موافقته. وكان الأسواني قد نفى مسبّقاً أخباراً تردّدت عن ترحيبه بترجمة رواية «ياسمين» للكاتب الإسرائيلي إيلي عامير إلى العربية، مؤكّداً أنّ موقفه ضد التطبيع غير قابل للمزايدة. وكان الوسط الثقافي المصري قد فوجئ أخيراً بصدور الرواية بالعربية في القاهرة، وقد ترجمها الصحافي حسين سرّاج ووزّعتها مؤسّستان رسميّتان هما «الأهرام» و«الجمهورية»!