فتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس باب التعاون مع دول الخليج العربي على مصراعيه، بدءاً من الطاقة الذرية مروراً بإنتاج الغاز، وصولاً إلى جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، في إطار سعيه لتثبيت أقدام موسكو في المنطقة، وإعادة ثقل القرار الروسي في قضاياها.العرض الأول للرئيس الروسي جاء في الرياض، حيث التقى بوتين، في ختام زيارته للسعودية، عدداً من رجال الأعمال، وأبدى استعداد بلاده لمساعدة دول الخليج في مجال الطاقة الذرية، بعد قرار قمة مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماعها قبل شهرين، اللجوء إلى الطاقة النووية السلمية، في خطوة لمجاراة المشروع النووي الإيراني.
لكن هذا العرض لم ينته عند هذا الحد؛ فقد أعلن بوتين أيضاً استعداد بلاده لاستثمار ملياري دولار للمساعدة في تطوير عمليات استخراج الغاز في السعودية. موضوع كان عنوان المحطة الثانية لبوتين في قطر، التي تضم ثالث احتياط عالمي للغاز؛ فقد أعاد الرئيس الروسي الاقتراح الإيراني بإنشاء منظمة لمصدّري الغاز إلى الحياة، معلناً أن بلاده لم ترفض هذه المبادرة، لكنه أوضح أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
وقال بوتين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: “إن على مصدّري الغاز التعاون فيما بينهم”، مضيفاً أن روسيا ستحضر منتدى للمصدّرين تستضيفه قطر في نيسان المقبل.
نقطة التعاون الثالثة كانت في أزمة السلام في الشرق الأوسط، ذلك أن الرئيس الروسي جدد دعوة بلاده إلى استضافة مؤتمر دولي للسلام، وهو ما أيده أمير قطر.
ورحّب بوتين، الذي انتقل في وقت لاحق إلى الأردن، بمساهمة السعوديين في تسوية الوضع في الأراضي الفلسطينية، لكنه أضاف أن “القضية الآن تعود إلى رباعي الوسطاء الدوليين”.
ورحّب أمير قطر بدعوة بوتين إلى عقد مؤتمر السلام قائلاً “إننا نؤيد التعاون الإيجابي ونعوّل على أن تتكلل مساعي روسيا بالنجاح”.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)