خطاب داخلي وإقليمي لنصر الله اليوم... وحملة لفرع المعلومات على التيار الوطني وتوقيف ناشطين في جبيل
لم يظهر الدخان الأبيض من البيت الأبيض، وظلت المعلومات الواردة من العاصمة الاميركية، على ندرتها، تشير الى أن واشنطن تدعم فريق 14 آذار في العمل لانتخاب رئيس من صفوفه، وهو الامر الذي كان أمس محل نقاش بعدما سرّب أقطاب في فريق 14 آذار معلومات عن «صفقة ما» يجري العمل عليها وتقضي بانتخاب رئيس من خارج المرشحين الرسميين، وصولاً الى تسمية النائب روبير غانم مرشحَ تسوية.
في هذه الأثناء، حصل تطوّر أمني كشف عن الاحتقان الكبير الذي يعيشه فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي إزاء التيار الوطني الحر، وتمثل في مداهمة قوى الأمن منازل ناشطين في التيار وتوقيف اثنين منهم «استناداً الى معطيات وصور» تظهرهم بلباس عسكري ويحملون أسلحة خفيفة، دون الإشارة الى تاريخ هذه الصور ولا الى مصير هذه الأسلحة وهذه الألبسة، فيما أعلن التيار أن الصور تعود الى تاريخ قديم وأن العناصر المشار إليها كان بعضها في عداد قوة الحماية الخاصة بالعماد ميشال عون.

رئيس التسوية

على الصعيد السياسي، شُغلت دوائر 14 آذار في بيروت بمعلومات تقاطعت لدى أكثر من طرف في الفريق نفسه عن أن الحريري حمل معه الى واشنطن اسم النائب غانم مرشحاً لانتخابات الرئاسة باسم قوى 14 آذار باعتباره يحضر اجتماعاتها وعضواً فيها، وإن تجنّب إعلان ترشيحه للانتخابات الرئاسية مرشحاً لهذه القوى.
وفي ما بدا إشارة ضمنية إلى أمر ربما يُطبخ لفت المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب «الى ما يجب التذكير به بصوت عال»، وهو أن الاستحقاق الرئاسي «ليس صفقة تجارية ولا يمكن التعامل معه على أساس محاولة التوفيق على حساب مصلحة لبنان». وقال إن انتخابات الرئاسة «لا تعني فريقاً من اللبنانيين، ولا يمكن تجاهل إرادة المسيحيين أو عقد صفقة من وراء ظهرهم».
وبدا من موقف حرب دق ناقوس إنذار لما يتردد في أوساط قوى 14 آذار من وجود إشارات لدى الحلقة الأضيق في هذا الفريق تشير الى ميلها الى ترشيح غانم بصفته «حلاً رديفاً» بديلاً من الاستمرار في دعم ترشيح المرشحين حرب والنائب السابق نسيب لحود.

بوش والحريري

وقبل ساعات من اجتماعاته مع بوش وبقية المسؤولين الاميركيين قال الحريري خلال إفطار أقامه سفير لبنان في واشنطن أنطوان شديد على شرفه: «إننا نتطلع الى انتخاب رئيس جديد للبنان لديه إرادة 14 آذار وينتمي إليها، وسنواصل العمل مع حلفائنا من أجل تحقيق السلام في لبنان». ورأى «أننا نمر في مرحلة عصيبة جداً من تاريخنا، وقد اتخذنا قرارات صعبة، وآمل أن تُتخذ قرارات أخرى في المستقبل دعماً للبنان».
وبعد اجتماعه ببقية المسؤولين الاميركيين قال الحريري: «طلبنا من الأميركيين الضغط على سوريا لوقف اغتيالات النواب اللبنانيين ومنعها من الضغط على لبنان في موضوع الانتخابات الرئاسية ونأمل أن يتم هذا العمل في أسرع وقت ممكن».
وقال بوش اثر لقائه الحريري: «قلت لهذا القائد العظيم إن الولايات المتحدة تدعم بقوة نجاح الديموقراطية في لبنان، وإننا نحترم بلدكم ونتفهم العراقيل التي تواجهه. لقد تأثرت كثيراً بالطريقة التي تعاملت بها الحكومة والرئيس فؤاد السنيورة مع المتطرفين». وأشار بوش الى أن البحث تناول أيضاً الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال: «أنا في غاية القلق ازاء التدخل الخارجي في هذه الانتخابات. إن الرسائل وصلت الى دول مثل سوريا، بأنه يجب ان توقف تدخلها في الانتخابات الرئاسية. لقد تحدث المجتمع الدولي، ونحن نتوقع أن تحترم سوريا هذه المطالب».
في غضون ذلك غادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جنيف للمشاركة في مؤتمر برلماني دولي مطلع الأسبوع المقبل. وقالت مصادر قريبة منه «إن هناك فترة من الوقت الضائع ستستمر الى ما بعد عطلة عيد الفطر ليبدأ بعدها أسبوع الحسم والفصل في الخيارات المتعلقة بإنجاز الاستحقاق الرئاسي لأنه لم يعد هناك هوامش للمناورة».

نصر الله

من جانبه يلقي الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله اليوم خطاباً شاملاً في مناسبة «يوم القدس» في احتفال يقيمه الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلم أنه سيتطرق الى مجموعة من العناوين أبرزها: توجيه رسالة جدية الى إسرائيل وسط تكاثر المعطيات عن استعدادها لحرب بوجه سوريا ولبنان والفلسطينيين، وإطلاق موقف معارض بوضوح للمشاركة في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الاميركي جورج بوش بشأن الشرق الاوسط، والتشديد على رغبة المعارضة في لبنان بتوافق على المسألة الرئاسية من دون التخلي عن الثوابت العامة.

التيار وقوى الأمن

من جهة ثانية، وبعد فترة من السجالات السياسية والإعلامية بين قيادة التيار الوطني وقوى الامن الداخلي وشنّ نواب من التيار حملة على فرع المعلومات، فوجئ ناشطون في التيار أمس بقيام عناصر من فرع المعلومات بمداهمة منازلهم وتوقيف اثنين منهم على خلفية صور ومعطيات موجودة لدى الفرع نفسه عن قيام الناشطين وآخرين بأعمال تدريب وحمل أسلحة في منطقة جبيل. لكن القوى الأمنية التي وزعت بياناً مرفقاً بصور لهؤلاء لم تشر الى تاريخ التقاط هذه الصور ولا الى العثور على الأسلحة أو اللباس العسكري في المنازل المداهمة، وهو ما حمل التيار على التحذير في بيان لاحق من السلوك «الميليشياوي لفرع المعلومات» وان نواب منطقة جبيل سينذرون الفرع ساعات لإطلاق الموقوفين وإلا فالتحرك عبر الشارع، فيما أكدت مصادر «التيار الوطني» أن الصور التُقطت بتاريخ 11/12/2006.
وكان العماد عون قد أشار في وقت سابق على البيان الى وجود شبهة لدور ما لفرع المعلومات في أحداث نهر البارد وقال إن التيار يفكر بمقاضاة رئيس الفرع وسام الحسن. ومساءً أبلغ عون «الأخبار» أن الحسن يبدو كأنه «يريد مشكلة معنا، وهو يعرف أن هناك أسلحة فردية في غالبية منازل اللبنانيين، ثم أين هي معلوماته وصوره عمّا جرى في بعقلين وعيون السيمان واللقلوق».
أما قوى الأمن فذكرت في بيانها أن عملية التوقيف تمّت استناداً «الى معطيات وصور» عن أعمال تدريب عسكرية قامت بها مجموعة من عناصر التيار الوطني الحر.