بعد الاستقبال الرئاسي للنائب سعد الحريري في واشنطن، ينتقل زعيم فريق 14 آذار اليوم الى نيويورك حيث يعقد سلسلة اجتماعات على مستويات رفيعة أبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ويبحث معه في ترتيبات تسريع إنشاء المحكمة الدولية، قبل أن ينتقل الى فرنسا غداً ليستقبله الرئيس نيكولا ساركوزي الأربعاء، وكذلك وزير خارجيته برنار كوشنير وكبار المسؤولين هناك، على أن يعود إلى بيروت في وقت لاحق إذا لم يتقرر أن يبقى حتى ما بعد عطلة عيد الفطر في السعودية كما أفاد مقربون منه. وإذ حرص الحريري في اللقاءات المغلقة مع عدد من الشخصيات اللبنانية والأجنبية على نفي إقفال الأبواب أمام التوافق الرئاسي، فقد فُهم أن اتصاله بالرئيس نبيه بري الموجود في جنيف تطرق الى هذا الأمر من باب تأكيد موقفه الداعم لاستمرار الحوار، بينما أشار مصدر مطّلع لـ«الأخبار» الى صعوبة انعقاد جلسة الانتخاب في 23 من الجاري. وقال المصدر إن زيارة الحريري لواشنطن أعطت دعماً معنوياً لفريق 14 آذار، لكنها لن تغيّر من الواقع الداخلي الذي يفرض التوافق على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وإذا لم يحصل هذا التوافق فإن مصير هذا الاستحقاق يصبح مهدداً.
وكشف المصدر عن وجود قلق أوروبي كبير على الوضع اللبناني، لذا فإن تحرك وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وإسبانيا يهدف إلى توفير إمكانات حصول انتخابات رئاسية، وخصوصاً أن ما أعلنه قائد القوة الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل» من خطر يمكن أن يتهدّد هذه القوة في حال نشوء فوضى لبنانية إذا لم ينتخب رئيس جديد، يدفع أوروبا إلى مضاعفة جهودها لدى الولايات المتحدة وغيرها من الدول لتحقيق انتخابات رئاسية لبنانية، ومنع لبنان من الانزلاق إلى انقسام في مؤسساته الدستورية.
وأشار المصدر إلى أن زيارة وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وإسبانيا للبنان لم يُبتّ موعدها نهائياً بعد، وسط ترجيحات بأن تؤجَّل الى ما بعد 23 الجاري، إلا إذا برزت احتمالات النجاح في التوافق قبلاً. وكشف المصدر عن جهود مشتركة فرنسية ـــــ سعودية، وأن الجانب القطري يعمل على الخط السوري ـــــ السعودي أيضاً.

لقاءات في نيويورك

ومن عمان أفاد الزميل ناهض حتر أن ممثلي دول مصر والسعودية والإمارات العربية والأردن عقدوا في نيويورك اجتماعات مع مسؤولين أميركيين بحثوا خلالها الملف اللبناني، وفرص التوصل الى اسم مرشح يكون مقبولاً من الأطراف المحلية والاقليمية. ونقل عن مصدر رفيع المستوى أن وجهة هذا الفريق تركز على اسمي قائد الجيش ميشال سليمان والنائب السابق جان عبيد أو دعم ترشيح النائب السابق نسيب لحود. ويقول المصدر إن السعودية حصلت على دعم إيراني لجهودها في التوصل مع العرب والاميركيين إلى مرشح توافقي يمكن التفاهم على ترئيسه مع الأطراف اللبنانية.

مساجلة نصر الله

الى ذلك تواصلت امس ردود فريق 14 آذار على المواقف التي أطلقها الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي وكان أبرزها إعلان الرئيس فؤاد السنيورة «عن خيبة أملنا بل عن فجيعتنا بهذه المواقف من الاغتيالات السياسية والتفجيرات الامنية والعمليات الارهابية، ومنذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إنها مواقف وممارسات تتجاهل الأخوّة، وتتجاهل الشراكة».
ورد الشيخ نعيم قاسم أمس قائلاً «سمعنا جوقة تتحدث بمنطق واحد وبتعليمات واحدة، كان يمكن لأي شخص أن يعارض وأن يناقش ويحلل وأن يقبل بالمنطق أو يرفض بالمنطق، لكن أن يكون هناك رفض بلا مبررات وشتائم لا معنى لها فهذا منتهى الضعف»، وقال: «نحن لدينا قرار بأن لا نرد على كل كلمة وسنبقي اليد ممدودة حتى اللحظة الأخيرة من دون كلل أو ملل، وسننادي دائماً بالتوافق لمصلحة لبنان، فإذا استجيب فهذا خير للجميع وإذا لم يُستجب فإننا نحمّلهم مسؤولية ما ينتج، وسنكون عائقاً أمام الانتخابات التي تتلقى التعليمات الاميركية».

الدعم العسكري

في غضون ذلك، باشرت جهات أمنية رسمية في فريق السلطة إعداد اوراق عمل تخص برنامج الدعم والتأهيل والتسليح الذي تقرر في العاصمة الاميركية بين الحريري وكبار المسؤولين هناك. وهي خطوة سوف تتم على ما يبدو من دون اعتماد أي برنامج رسمي أو قانوني لا من خلال المجلس النيابي ولا حتى من خلال حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وبرزت امس أسئلة لدى قادة عسكريين عما إذا كانت هذه المساعدات سوف تكون محصورة بغالبيتها بدعم قوى الامن الداخلي ويترك للجيش الفتات منها، أم أن المساعدات للمؤسسة العسكرية سوف تكون كما كل مرة مشروطة بموقف من قيادة الجيش إزاء المقاومة والمخيمات الفلسطينية.