توصيــات اللجنــة الرباعيــة غــداً فـي بكــركي وكوســران يجــول فـي المنطقــة دون نتــائج
أظهرت اتصالات اليومين الماضيين تراجعاً كبيراً في الأجواء التوافقية التي سادت قبلاً، ويبدو أن الجميع من موالين ومعارضين يحاذرون الكلام عن تقدم، بل يظهرون المخاوف من تعقيدات قد تمنع التوصل الى اتفاق في الثاني عشر من الشهر المقبل، علماً بأن مصدراً بارزاً في فريق السلطة دعا الى التنبه الى الاتصالات الجارية في الخارج من جولة الموفد الفرنسي الخاص جان كلود كوسران واللقاءات السورية ـــــ الإيرانية وصولاً الى الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأميركي والفرنسي جورج بوش ونيكولا ساركوزي.
داخلياً، يجتمع ممثلو قوى الموالاة والمعارضة غداً عند المطران سمير المظلوم لصياغة الأوراق النهائية التي سوف ترفع في اليوم نفسه الى البطريرك الماروني عن حصيلة اجتماعات اللجنة الرباعية، مع التوصية التي لا تشير الى تحديد للأسماء المفترض التفاوض عليها.
وفي انتظار أن يصدر عن البطريرك صفير نفسه موقف في وقت قريب، قال الرئيس نبيه بري لـ«الأخبار» إن اتصالاته مع النائب سعد الحريري تنتظر عودة الأخير من السعودية لكنها تنتظر فعلياً ما سوف تخرج به بكركي. وأوضح «ما زلت أعتقد أن صاحب البيت أدرى بشؤونه ولن يصدر عني أي موقف قبل أن تقول بكركي كلمتها النهائية».
إلا أن المناخ السلبي كان بارزاً أمس في اللقاءات التي عقدها الرئيس فؤاد السنيورة مع الرئيس أمين الجميل والنائب وليد جنبلاط. ونقل عن السنيورة «مخاوفه الكبيرة من تصعيد سياسي كبير في المرحلة القريبة المقبلة» وأنه ألقى «باللوم مجدداً على المعارضة وعلى سوريا التي لا تسهّل التوافق»، وتقييمه للتحركات القائمة «حيث إن كل هذه الحركة لم يظهر لها أي بركة حتى الآن».
أما جنبلاط فقال بعد اللقاء إن على الرئيس المقبل أن يعمل على «تثبيت الطائف وتثبيت الهدنة مع إسرائيل والحفاظ على حدودنا مع سوريا وترسيم مزارع شبعا» والعمل على «تحرير لبنان من الوصاية السورية ـــــ الإيرانية».
وقال جنبلاط إنه كان يفترض بالعماد ميشال عون «أن يأتي غداً الى العشاء عندي. الظاهر أنه يريد تأجيل العشاء، أنا أنتظره يوم يريد أهلاً وسهلاً به هذه المرة الثانية التي يؤجل، ليس لديّ فكرة اسألوا حلفاءه».
وكان العماد عون قد حذر من وجود «سلسلة إلغاء للقيادات المسيحية» وشدّد على أن أيّ رئيس قد ينتخب من دون نصاب «سيكون غير شرعي» و«نوعاً من الانقلاب سنواجهه بانقلاب، ولن نعترف برئيس بالنصف زائداً واحداً، حتى لو اعترف كل العالم به»، مذكّراً بما قاله عام 1990: «إن العالم يستطيع أن يسحقني، لكنه لن يأخذ توقيعي».

كوسران ومتكي في دمشق

في هذه الأثناء كان كوسران قد قصد دمشق آتياً من المملكة العربية السعودية، أمس، في زيارة استهلّها بلقاء نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ثم اجتمع مع وزير الخارجية وليد المعلم. وأشارت «سانا» الى أن الشرع أكّد للموفد الفرنسي «حرص سوريا على استقرار لبنان وسلامته واستتباب الأوضاع الأمنية فيه»، مشدّداً على ضرورة «توافق اللبنانيين، دون أي تدخل خارجي، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية يكون لجميع اللبنانيين».
ونقلت «سانا» عن المعلم تأكيده حرص سوريا على إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها المقرّر و«وفقاً للأصول الدستورية»، مشدّداً على دعم سوريا لكل المبادرات الجارية «بما يحقق أمن واستقرار لبنان والمنطقة».
وقال مصدر قريب من الوزير المعلم لـ«الأخبار» إن الاجتماع بينه وبين كوسران كان إيجابياً وبنّاءً، وإن وجهات النظر تطابقت حول وجوب انتخاب رئيس توافقي للبنان في الموعد الدستوري للاستحقاق الرئاسي وأن يكون هذا الأمر منطلقاً لحل لبناني.
وأكد المصدر أن المعلم عبّر لكوسران أن سوريا تدعم مهمته وكل المبادرات الهادفة إلى مساعدة لبنان على الخروج من أزمته، وأشار إلى أن مزيداً من المشاورات الفرنسية ـــــ السورية ستحصل في اللقاء الذي سينعقد بين المعلم ونظيره الفرنسي برنار كوشنير على هامش مؤتمر دول الجوار العراقي في اسطنبول في الثاني من الشهر المقبل.
وأعلن كوسران دمشق أن بلاده تسعى للعمل مع سوريا لـ«الإسهام في حلول سياسية للمنطقة، بما يضمن تحقيق أمنها واستقرارها»، وذلك وسط تأكيد سوري على «تطابق وجهات النظر» مع فرنسا على ضرورة أن يكون الحل للأزمة اللبنانية «لبنانياً».
كذلك يصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الى دمشق اليوم للقاء الرئيس بشار الأسد ونائبه الشرع ونظيره المعلم، ويتضمّن جدول أعماله ملفّين بارزين: الاستحقاق الرئاسي اللبناني، والخلافات التركية ـــــ العراقية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني تعليقاً على التقارير الصحافية التي تحدثت عن زيارة كوسران إلى طهران وسؤاله عن موعدها، قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرنسا أبدتا التعاون والتشاور في السابق من أجل حل الأزمة اللبنانية، لكن لم يتم إعداد أي برنامج بعد بشأن هذه الزيارة».