الفيصل ومتكي يدعمان الحوار وكوسران إلى دمشق وطهران وجنبلاط يطلب دعماً دولياً بوجه سوريا
دعا الرئيس نبيه بري اللبنانيين الى التعامل بجدية مع تفاؤله بإمكان التوصل الى توافق على الملف الرئاسي قبل انقضاء المهلة الدستورية. وقال بري لـ«الأخبار» إنه برغم كل الحذر والقول بأن الامور في خواتيمها أعتقد أن الامور جدية، وأن النائب سعد الحريري يتصرف بطريقة مسؤولة ولديه الرغبة والالتزام الجديان إزاء التوصل الى حل. ونفى بري أن تكون محادثاته مع الحريري قد تطرقت الى أسماء المرشحين للرئاسة وقال إن الأمر لا يزال في إطار تعزيز الاقتناع بالتوصل الى توافق.
ومع أن بري رفض التعامل بحذر خاص مع زيارة النائب سعد الحريري الى واشنطن هذا الاسبوع، إلا أنه استغرب البيان ـــــ الرسالة التي بعث بها النائب وليد جنبلاط الى قادة عرب وأجانب عن الوضع في لبنان. وأوضح رئيس المجلس أن موفده الى المختارة النائب أنور الخليل لم يحمل رسائل قاسية، بل سمع من جنبلاط موقفه الداعي الى انتخاب رئيس من فريق 14 آذار، ولكنه قال له: إذا حصلت تسوية من خارج ما أراه مناسباً، فلن أكون عقبة، وما سوف أفعله هو أنني ونواب الحزب التقدمي الاشتراكي سنمتنع عن التصويت.
من جانبه قال الحريري أمام زواره امس إنه يشعر بمناخ إيجابي في الاتصالات الجارية مع الرئيس بري، وإنه مقتنع بأنه لا أحد في فريق 14 آذار سيعرقل التسوية إذا كانت قائمة بطريقة تتناسب وطموحات «ثورة الأرز» لكنه كرر مخاوفه من أن سوريا لا تريد أن «نتوصل الى اتفاق لأنها تريد أن تعود لتبسط سيطرتها السياسية والامنية على البلاد».
وقال الحريري في إفطار لعائلات من البقاع الشمالي مساء أمس إن الشرط الاول للاستقرار السياسي اللازم لإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد والنمو «بات اليوم واضحاً للجميع، وهو انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري تمنع مشروع عودة الوصاية من باب الفراغ والفوضى، لا سمح الله». وقال إن «هذا هو الهدف الذي يعمل الجميع من أجله، وهو معنى كل الاتصالات السياسية والمشاورات والحوارات».
ومع أن الجميع بات في انتظار نتائج اجتماع الحريري بالرئيس الاميركي جورج بوش الخميس المقبل، فإن كلاماً خاصاً سوف يطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء الجمعة المقبل في الاحتفال السنوي بمناسبة «يوم القدس».
وأكد مصدر مطلع على أجواء الاتصالات والمشاورات الجارية أن تحسناً طرأ في الساعات الماضية على المساعي التوافقية أسهم فيه الجانب الأوروبي الذي يتخوّف من دخول لبنان في «الشر المستطير» الذي حذر منه الرئيس بري في حال عدم حصول توافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد ضمن المهلة الدستورية.
وكشف المصدر أن الموفد الفرنسي جان كلود كوسران سيتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع وسيجول على مختلف العواصم المعنية بالشأن اللبناني ومن ضمنها طهران ودمشق. وأشار المصدر إلى أن السعودية بدورها «تضغط إيجاباً» في اتجاه تحقيق تقارب بين المواقف المتباعدة، ولكن السؤال الذي يطرحه الجميع يدور حول الموقف الأميركي الذي يكتنفه كثير من الغموض.
ولفت المصدر إلى أن اللقاء السعودي ـــــ الإيراني بين الوزيرين سعود الفيصل ومنوشهر متكي في نيويورك توصّل إلى اتفاق بين الجانبين على العمل معاً لإيجاد تسوية للأزمة اللبنانية على أساس أن الجميع لا يرون مصلحة في انفجار الوضع اللبناني لأي سبب.
وذكر المصدر أن ما يحكى عن تفويض أميركي لأوروبا صحيح، ولفت إلى أن اجتماعاً سيعقد في الخارجية الفرنسية منتصف الشهر الجاري بين وزير الخارجية الفرنسي كوشنير ونظيريه الإيطالي والإسباني وسيكون على جدول أعمال الاجتماع ملفا لبنان وإيران.
ومن جهته حض جنبلاط قادة العالم على الاستمرار في دعم لبنان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية متهماً النظام السوري بأنه يمثّل حالياً «تهديداً مباشراً للبنان». وقال في رسائل وجهها إلى قادة دول عربية وأجنبية والى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «نحن متأكدون من أنكم ستستمرون في دعم لبنان لانتخاب رئيس جديد ديموقراطياً، وهو الأمر الوحيد الذي سيضمن انتصار سيادة لبنان وديموقراطيته». وأضاف أن النظام السوري «يمثّل حالياً تهديداً مباشراً للبنان، ولا ننسى أتباعه اللبنانيين الذين يعملون بشتى الوسائل على نسف إنجازات «ثورة الأرز» وإعادة السيطرة السورية على النظام السياسي اللبناني وبالتالي منع قيام دولة ديموقراطية وضرب المؤسسات الدستورية». وتوجه جنبلاط إلى قادة الدول التي بعث إليها برسائله: «نحن واثقون من أنكم مستمرون في دعم سعينا نحو الحرية عبر تأمين حصول انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية تحديداً بعدما شلت سوريا وحلفاؤها المجلس النيابي اللبناني لمنع استعادة النظام الديموقراطي وقيام الدولة».