باريس ـ بسّام الطيارة
توجّهت الانظار أمس إلى بغداد ودمشق، حيث يسعى وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في الأولى إلى محاولة تدويل الأزمة العراقية تمهيداً لعودة فرنسا سياسياً واقتصادياً إلى العراق، من باب تفعيل دور الأمم المتحدة في مواجهة تخبّط أميركي ومعلومات عن احتمال بدء قوات الاحتلال جدولة قريبة لخفض قواتها العسكرية، تمهيداً لانتهاء الاحتلال (التفاصيل).
وعلمت مصادر «الأخبار» في باريس أمس، أنّ أهداف الزيارة الفرنسية إلى بغداد، تحمل أيضاً محاولة تحريك لخيوط الأزمات الإقليمية المتشابكة. وتشير هذه الأوساط إلى أن كوشنير تطرّق خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي كان يستعدّ للمغادرة إلى دمشق، إلى الملفات الإقليمية. ولما جاء الحديث عن سوريا وعن لقاء المالكي بالرئيس بشار الأسد المرتقب اليوم، توجّه كوشنير إلى رئيس الوزراء العراقي قائلاً «أطلب منك أن تحمل له الرسالة الآتية مني: عندما يأخذ طريق السلام في لبنان، فإن فرنسا على استعداد للكثير من الانفتاح على دمشق». وأضاف «عليه (الأسد) ألا يمنع الانتخابات الرئاسية اللبنانية المقبلة، في مقابل تغيير كبير في السياسة الفرنسية» تجاه سوريا. ويقول المصدر إن المالكي أجاب كوشنير بالآتي: «أظن أنه من الأفضل أن تقول له ذلك أنت بنفسك». ويرى المراقبون، أن كوشنير، من خلال رسالته هذه، «يتقرّب أكثر فأكثر من دمشق»، وهو ما يشير إلى احتمال زيارة وشيكة لمسؤول فرنسي كبير إلى العاصمة السورية.
أمّا في دمشق، فيحاول المالكي إقناع القيادة السورية بـ«فعل المزيد» في شأن أمن الحدود بين البلدين. وأعلن المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو أمس، أنّ المالكي سيقول بحزم لمحادثيه السوريين، «إن عليهم أن يحرصوا على وقف تسلّل المتمردين إلى العراق من أراضيهم».