نيويورك، بغداد ـ الأخبار
يبدو أنّ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي نجح، أمس، بمشاركة حلفائه في «التحالف الرباعي»، في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة من شأنها إنقاذ حكومته المترنّحة، وتلبية معظم «شروط المصالحة الوطنية» التي فرضتها عليه الإدارة الأميركية.
فقد وقّع الرئيس جلال الطالباني ونائباه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، بالإضافة إلى المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، في ختام اجتماع عقد في بغداد أمس، اتفاقاً لإقرار رزمة قوانين جوهرية، لخّصها ميثاق طال التحضير له بينهم بتعديل قوانين «اجتثاث البعث»، بهدف إلغاء القيود التي تحول دون انضمام الأعضاء السابقين في هذا الحزب المنحلّ إلى الحكومة والجيش، وإقرار قانون الانتخابات الإقليمية في المناطق والمحافظات لتعزيز المشاركة السياسية للسنّة العرب، ونسخة معدّلة لقانون النفط، بشكل يوزّع عائدات الثروة النفطية على سنّة العراق بشكل أفضل من الصيغة القديمة، والإفراج عن المعتقلين ممّن لم تُوَجّه لهم تهم، والعفو عمّن يستحق ذلك، وهم بغالبيتهم من السنّة أيضاً.
وأكّد المسؤولون الخمسة على تعزيز دور نائبي الرئيس «في القرارات المصيرية»، وعلى «أهمية وجود القوات المتعددة الجنسية في الوقت الحاضر». وأعربوا عن «تقديرهم للتضحيات التي تقدّمها هذه القوات لمساعدة العراق في حفظ أمنه واستقرارهوأشار محضر الاجتماع، الذي حصلت «الأخبار» على نسخة منه، إلى «ضرورة الوصول مع الجانب الأميركي ـــــ وغيره إن اقتضى الأمر ـــــ إلى علاقة طويلة الأمد تستند إلى المصالح المشتركة وتغطّي مختلف المجالات بين جمهورية العراق والولايات المتحدة».
وجاء هذا التطوّر قبل أسابيع من تقديم تقرير «بيترايوس ـــــ كروكر» في 11 أيلول المقبل، وفي ظلّ تباشير أزمة دبلوماسية بين بغداد وباريس، فجّرتها تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وانضمّ فيها إلى دعوات أميركية لإطاحة المالكي، الذي طالب، في المقابل، بـ«اعتذار رسمي» من حكومة باريس (التفاصيل).
وكان مستشار الهاشمي، عمر الجبوري، قد أعلن في وقت سابق أن جبهة التوافق العراقية توصلت مع قوات الاحتلال إلى اتفاق على إطلاق سراح ستة آلاف معتقل من السجون الأميركية والعراقية.
في هذا الوقت، وعد الرئيس الأسبق للحكومة العراقية إياد علاوي، أمس، بأن يعود الأسبوع المقبل إلى العراق، من مكان إقامته الحالي في عمّان، كخطوة أولى من أجل أداء دور رئيسي في المرحلة المقبلة.
ودعا علاوي، في حديث أمس لشبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية، إلى التخلّي عن حكومة المالكي «لأنها استنزفت صدقية أميركا في العالم العربي». وقال إنه مستعدّ «لإنقاذ العراق ومهمة الولايات المتحدة فيه».
وكشف علاوي عن تكليفه لشركة علاقات عامة أميركية للترويج لمشروعه المستقبلي في العراق «لأن خصومي يملكون محطات تلفزة وصحفاً ومواقع على الإنترنت، بينما أنا لا أملك شيئاً من ذلك».
كما نصح علاوي بإعلان حالة طوارئ في بغداد وكل مناطق الاشتباكات في العراق، وبوضع استراتيجية دبلوماسية جديدة إقليمية في بلاد الرافدين «تستفيد من جهود الأمم المتحدة والدول العربية، وبشكل لا تحمّل الأميركيين وحدهم العبء بكامله». وطالب واشنطن بالوقوف «بشكل حازم تجاه الدورين الإيراني والسوري في العراق لإقناعهما بأداء دور بنّاء هناك».
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يسعى للعودة إلى شغل منصب رئاسة الحكومة، أجاب علاوي بأنه لا يرغب بشغل هذا المنصب في ظلّ نظام طائفي، لذلك سيعمل على تغييره في اتجاه علماني.